18 يونيو، 2009

عالقة بين ثلاثة دول.. طفلة بانتظار قرار اعتراف والدها بها



مالك أبو خير

"أحلام" مواطنة عراقية كغيرها من العراقيين ... هي ضحية من ضحايا الحرب القائمة على أرضهم، هربت إلى دمشق بعد زواج قصير لم يدم أكثر من ثلاثة أشهر، فقد ُقتل زوجها الذي يعمل في سلك الشرطة على أيدي رجال ميليشيا "جيش المهدي" التي تعتبر كل من يعمل في سلك الشرطة عميلاً وخائناً يستحق الموت.
في دمشق أصبحت أحلام غريبة تماماً فهي لا تعرف من طرقاتها ولا سكانها من يدلها طريق العودة لمنزلها الذي استأجرته في إحدى ضواحي العاصمة إن تاهت يوماً عن العودة إليه. لكن دمشق تبقى ملاذا يقيها أن تلاقي مصير زوجها.

في دمشق أيضا كانت حياة جديدة بانتظارها لم تألفها سابقاً، فتوجهت للبحث عن عمل لتغطية احتياجاتها، ضمن ورشات الخياطة وغيرها من المهن اليدوية لتأمين مصاريف الإيجار واحتياجاتها اليومية معتمدة على المردود المادي البسيط التي كانت تحصل من تلك المهن.



الحمل بداية المشكلة



تجربة زواج جديدة أخرى كانت بانتظار أحلام عندما تزوجت من شخص سعودي يعمل بين سورية والسعودية، إذ لم يكن لديها خيارات أخرى تحميها مما هي فيه، فتزوجته على الرغم من الشروط القاسية التي
فرضها كأن يكون هذا الزواج سراً حفاظا على حياته العائلية، وتفادياً للمشاكل التي قد تسبب له من قبل زوجته وأولاده عند معرفتهم بهذا الزواج.
في بداية هذا الزواج كانت الأمور بأفضل أحوالها من اتصال متواصل للاطمئنان على أحوالها، ومبلغ مادي جيد يرسل لها كل شهر يكفيها ويؤمن احتياجاتها، لتنقلب الأمور رأساً على عقب بعد علمه بأمر حملها. فالرجل الذي انتشلها مما هي فيه كما صور لها الأمر، لن يقبل فكرة إنجاب طفل من زواج لا يعني له أكثر من الاستمتاع ولن يسمح بجعله عبئاً هو بغنى عنه.
المشكلة الحقيقية بدأت عندما رفض العودة إلى سورية، ثم طالبها بإجهاض الجنين، وعندما رفضت توقف عن الاتصال بها تاركاً إياها تلاقي مصيرها ومصير جنينها وحيدة.
تقول أحلام: "بعد ولادة طفلتي تمكنت من الاتصال به وأخبرته بأمر إنجابي فرفض تحمل مسؤولياته، تجاه وليدته، وطلب مني عدم محاولة الاتصال به مجدداً، على الرغم من أني لم اطلب منه أكثر من الاعتراف بأبوته للطفلة كي أتمنك من استخراج جواز سفر سعودي لها يمكنني من العودة بها إلى العراق في حال قررت العودة. لأنه من غير المسموح لي العودة بها من غير جواز سفر خاص بها؟.



متاهة السفارة



بعد طول انتظار التقت أحلام السفير السعودي و شرحت له ما حصل لها، وبدلاً من أن يوجهها للطريق الصحيح ويساعدها في مشكلتها كان جوابه " هذا شأنك وليس شأني " ... فالقوانين لا تسمح لي بمساعدتك .. لابد من السفر للسعودية وتسجيل الفتاة هناك ومن ثم الحصول على جواز السفر" ... جواب اشترك به أيضاً السفير العراقي، رافضاً تقديم التسهيل لها بإدخال ابنتها للعراق، رغم امتلاكها كافة الأوراق القانونية التي تثبت أمومتها لها...
" هذا شأنك وليس شأني "... جواب اشترك به الجميع ...بدأ من زوجها والسفيرين، وإلى كل توجهت له على أمل مساعدتها للتخلص من الدوامة التي بات لاحل لها إلا بإتباع اسلوب التهريب عبر الحدود متحملة كافة المخاطر الناتجة عنها.

وضع محرج ... وألم في انتظار لحل أقوى من ألم المشكلة نفسها .. فـ"أحلام" تعيش الآن ضمن غرفة من أربعة جدران وبحالة مزرية... مع طفلة لم تتجاوز السنة من عمرها وحالة مادية وصلت حد الهاوية منعتها من تأمين أغلب مستلزمات طفلتها من حليب وغيره ..معتمدة على ما يأتيها من مساعدات من المحيطين بها في الوقت التي تحتاج لكل الرعاية والاهتمام، فيما الأب رفض أن يلبس ثوب الأبوة والإنسانية ولو للحظة واحدة ليتحمل مسؤولية زواجه، ليكون قرار العودة لوطنها متوقفاً على تفاصيل روتينية ومزاجيات القائمين على الموضوع.




نشرت في مجلة الثرى
http://www.thara-sy.com/thara/modules/news/article.php?storyid=640

حديقة البيئة بدمشق تطلق اليوم العالمي للمرأة المطلقة

مالك أبو خير

نظرة سلبية... وحصار من الأهل و المجتمع .. سهام مصوبة وتهم جاهزة لكل تصرف من تصرفاتهم.. هذا هو حال كل امرأة مطلقة أو أرملة في مجتمعنا الشرقي. فكرة .. انطلقت من الهند .. في ذكرى وفاة والد مؤسس جمعية " راج لومبا" الذي رحل تاركاً زوجته الوحيدة في السابعة والثلاثين من العمر لتربي سبعة أطفال صغار .. ضمن معاناة اجتماعية ومادية شديدة. وقد تركزت فكرة جمعيته على مساعدة النساء الأرامل الفقيرات وتحديداً في عدد من بلدان العالم النامية اللواتي لا تتيح لهن أوضاعهن توفير الرعاية والدعم الكافي للاطفالهن.
أفكار ومبادئ الجمعية وصلت لدمشق على أمل تطبيقها كما انطلقت .. واختراق العادات والتقاليد التي التفت حول عنق المرأة ... مسلطةً الضوء على معاناتها التي استترت تحت بساط العادات والتقاليد .. وحرمة الأهل والعائلة.
ثلاث جمعيات حقوقية تبنت الفكرة .. وعملت جاهدة لتأمين أرضية مناسبة لها على ارض الواقع .. من خلال اختيار حديقة البيئة بدمشق، جمعية بداية "مؤسسة خاصة غير ربحية"... والمعنية في دعم وتحفيز الشباب ذوي الدخل المحدود كانت نقطة الانطلاق نحو تفعيل الفكرة داخل سوريا هي من بادرت بطرحها بالتعاون مع جمعية الشباب العالمية واحتضان من جمعية البيئة السورية.


- الشجرة المقدسة:


شجرة زرعت في وسط حديقة البيئة، كتعبير عن الأمل وتزرع في عيد الميلاد، تم اختيارها لتنمو على أمل أن ينمو معها قضية كل امرأة أرملة أو مطلقة، دون أن يكون النسيان مصيرها كباقي القضايا الإنسانية في مجتمعنا الذكوري، وسط شموع حملت على أيدي المشاركين، وهمسات هنا وهمسات هناك من النساء المشاركين كانت ترسل إلى إذن وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل "ديالا حاج عارف" أملاً في إطلاق مبادرات حكومية تساهم في تخفيف معاناتهم.
الوزيرة وكعادتها ردها كان متعاطفاً ... ومؤيداً ... وملازماً.. ومناصراً لقضيتهم مع تأكيدها أن قامت به وزارتها العتيدة كان كافياً لتأمين احتياجاتهم واحتياجات أي امرأة في البلاد.
"أم أحمد" أرملة حسب المواليد المسجلة على هويتها فهي الخامسة والثلاثين من العمر ... لكن تقاسيم وجهها تدل على إبحارها في الخمسين من العمر وأكثر....
توفي زوجها تاركاً لها طفلين ... الأول بات الآن في الخامسة عشر من العمر ويعمل عاملاً في إحدى محلات العصير بعد أن رحل عن مقاعد دراسته، فيما الثاني يعاني من إعاقة ذهنية .. بانتظار مد يد العون له لتأمين المكان المناسب لمثل حالته.
الدموع لم تفارقها طوال حديثي معها ... ضغط متواصل من الأهل والمجتمع على تحركاتها رغم تأكيدها بأن الأنوثة قد هجرتها لقسوة الظروف ومرارتها.. وتهم هنا .. وغمزات هناك عند ذهابها وإيابها .. وعند كل احتجاج لها .. يكون إسكاتها بجملة "أنت أرملة".
هذه الجملة كانت محط اعتراض جميع الحاضرين... لكونها تحولت في بعض أماكن مجتمعنا إلى مذلة أو إهانة تطوق عنق المرأة ومستقبلها.. وتحيط أيامها بجدار فاصل عن كل ما يجاورها.
"هدى" حضرت مع طفليها... طالبة من عدد من المختصين في قضايا المرأة تحديد هوية قضيتها... زوج هجرها منذ خمس سنوات، لاهثا خلف نزواته النسائية سالكاً طريق التعاطي والإدمان، مدمراً عائلةً بأكملها دون ذرة تفكير .. أو إحساس بمستقبل ما أنجبه من أطفال.
"ماذا أكون .. مطلقة أو أرملة" بدأت قائلةً: فأنا لم أرى وجهه منذ خمس سنوات لكون أوكار الدعارة ومخابئ الإدمان باتت مسكنه، أولادي يعتقدون انه ميت، فيما الحقيقة المرة أراها في عيون كل من يقابلني "فانا زوجة المدمن"، وإذا طلبت الطلاق سيف الأهل كفيل بأن يقطع رأسي لكونه مطلب الإمراة الفاجرة "بنظرهم"، فالمرأة الصالحة هي من تصبر على زوجها وتكون له المعين، ولكل رجل كبوة، والمرأة هي من تدفع الثمن ... والأولاد هم يحصدون نتائجه"كما تقول".


المطلقة والأرملة بين صفحات القانون:


السيدة "باسمة أنور عرابي" باحثة في مجال الأسرة وحقوق المرأة... رأت عدم الإنصاف في نظرة القانون للمرأة الأرملة والمطلقة، والقوانين لم تكن وحدها كفيلة في تحصيل الكثير من حقوقها، مطالبة بإعادة النظر في الكثير من القوانين التي مازلت دون تعديل منذ عام 1964م تاركة المرأة تعتمد على رأفة الزوج في حال كانت مطلقة أو تحت رحمة أهله في حال وفاته.
هذه القضية كانت محط تأييد من عدد كبير من المشاركين ... والمسؤولين الاجتماعيين الذين طالبوا بتعديل شامل لعدد كبير من القوانين الخاصة بالمرأة المطلقة والأرملة.
السيدة "لينا المعصراني مقصوصة" رئيسة لجنة بيت اليتيم كانت من المطالبين بهذه القضية بالذات لكونها على تماس من العديد من الحالات الاجتماعية، وعلى علم بمأساتها ... وعلى يقين أن القانون وحده يوقف تلك المشاكل العالقة.
هذه الفعالية كانت صدراً رحباً للعديد من أصحاب القضايا ... ونقطة انطلاق من قبل الجمعيات الثلاث ومن ساندهم في تفعيل حقوق المرأة ودليلا جديداً على المطالبة بحقوقها هذه المرة .. من المجتمع نفسه .. ومن تفكيره الذي أسرها بين قضبان عيونه التي لاترحم ... والسنة نسي بعضها الرحمة وخوف الله قبل إطلاق أحكامه عليها.


نشرت في مجلة الثرى

"مشروع التغذية المدرسية" الطعام .. مقابل الجلوس على مقاعد الدراسة

مالك أبو خير

"غذاء للأطفال.. ومعونات للأهالي" عنوانين تم ربطهما بعناية، من قبل وزارة التربية لتحقيق هدف واحد ألا وهو الحفاظ على أطفال منعتهم ظروف أسرهم المادية وانتشارهم في مناطق فقيرة من متابعة ما هو حق لهم .. وهو حق التعلم. هذا التعلم الذي بات مشروعاً من الصعب تحقيقه في مناطق يعيش سكانها أوضاعاً مادية صعبة وضعتهم تحت خط الفقر، وأجبرتهم على تجنيد كل فرد في الأسرة للعمل من أجل كسب قوت يومهم...


الوزارة رأت عبر تقديم وجبات غذائية لأطفال تلك الأسرة سيكون من العوامل التي تساعد على تقديم العون لهم أولاً وتخفيفاً لمشكلة التسرب المدرسي المتزايدة نتيجة ارتفاع الفقر وسوء الأحوال المعيشية.
الثرى تابعت المشروع والتقت الدكتور عبد السلام سلامة مدير التخطيط بوزارة التربية والمسؤول عن تنفيذه في الوزارة وأجرت معه اللقاء التالي

- في البداية نرجو أن تعطينا فكرة عامة عن تفاصيل هذا المشروع؟

يهدف "مشروع التغذية المدرسية" وهو الاسم الذي أطلقناه لهذا المشروع إلى تقديم معونات غذائية للأطفال الذين مازالوا في سن الدراسة الإلزامية بهدف الحفاظ عليهم من التسرب المدرسي، وخصوصاً بعد اضطرار أهاليهم لدفعهم نحو العمل بدلا من متابعة تحصيلهم العلمي، وتأتي هذه الفكرة لتقدم البديل عن عملهم بالتعاون مع "صندوق الغذاء العالمي" الذي يساهم معنا في إنجاح هذا المشروع، حيث تم دراسة المناطق الأكثر احتياجاً وفقراً بالتعاون مع هيئة تخطيط الدولة التي قامت برسم خارطة للمناطق الأكثر فقراً في سوريا وتم تحديد المنطقة الشرقية والشمالية التي سيتم انطلاقة المشروع فيها كونها تعاني فقراً يعتبر الأشد ضمن الأراضي السورية وتحديداً "الحسكة والرقة الدير زور وادلب وريف حلب".


كم يبلغ عدد الطلاب المستفيدين من هذا المشروع؟


سيشمل المشروع قرابة 22 ألف طفل في تلك المناطق و سيحصلون على معونات غذائية هي 25 كيلو من الطحين لكل طفل إضافة إلى قطعة "بسكويت" تحتوي على كافة المواد الغذائية التي يحرص المدرس على أن يتناولها الطفل يومياً.
وهذا المشروع أتى بالتزامن مع الاتفاقية التي حول " إحداث التربية للجميع" حيث تعهدت من خلالها بتخفيض نسبة التسرب في المدارس إلى أقل من 1% عام 2015 في سوريا استطاعت منذ إطلاقها قبل 3 سنوات وحتى الآن بتخفيض مستوى التسرب من 4.4 % إلى 2.6% وهذا يعتبر رقماً قياسيا إذا ما قارناه بالمدة الزمنية والصعوبات التي تواجهنا في تلك المناطق النائية.

- هل هذا يكفي لإعانة الطلاب؟

هذه مساهمة من الدولة وليس بإمكان الدولة أن تقدم كل ما تحتاجه الأسرة... فالفكرة الأساسية لهذا المشروع تقوم على جذب الأطفال وتأمين التغذية الملائمة لهم خلال دراستهم وبالتالي مساعدتهم على إكمال حياتهم الدراسية، فضلا عن تأمين بيئة صحية في المدرسة مع كادر تدريسي وصفوف جيدة .. أي توفير كل العوامل التي من شأنها جذب الطفل لمقعده الدراسي الذي رحل عنه لأسباب مادية ومعيشية قاسية.

فهذا المشروع يعتبر جزء متمم لخطة وزارة التربية الإستراتيجية التي تهدف إلى إعادة الطلاب لمدارسهم برغبتهم وبرغبة أهاليهم ونرفع شيئاً من العبء المادي الذي يقع على عاتق الأهل في تلك المناطق الفقيرة.

- هل هناك إمكانية للتفكير بزيادة المعونة الغذائية؟

هذه السنة يعتبر المشروع تجريبي وسندرس مدى نجاحه مع العمل على ملاحظة السلبيات وتفاديها في السنوات اللاحقة، كما سندرس مدى تجاوب الأطفال مع هكذا مشروع وما إذا كانت نسبة التسرب ستنخفض أم لا، فنحن في مرحلة انتقالية ...
نحن بحاجة لوقت لهكذا مشاريع جديدة بالتزامن مع تغير طرائق التعليم ونمط التفكير المعترف عليه سابقاً في المدارس .. وبالتالي فإن كل هذا لن يتم بسرعة في مجال التربية ويظهر تأثيره مباشرة بل يحتاج إلى فترة لظهور نتائجه.


هل هناك أية إجراءات مترافقة مع المشروع لترسيخه؟ أم لا يزال هناك تحديات تواجه وزارة التربية وتهدد بتوقف المشروع؟

الحكومة السورية في الخطة الخمسية العاشرة تعهدت بدفع موازنة التربية فرفعتها في السنة الأولى إلى خمسين بالمائة ومع نهاية هذه الخطة من المفترض أن تصبح 100% أي الضعف فهذه السنة رفعت بمقدار31% وبالتالي هي قابلة للتطوير وتقديم الأفضل لصالح الوزارة ومشاريعها.
لذا بإمكاننا القول أن كل ما يخص وزارة التربية في هذه المرحلة صار له صورة جديدة واضحة تدل على أن هناك تطوير .. والنتائج ستظهر بعد فترة ولو كانت طويلة حيث يمكننا أن نعدد مشاريع التربية في الختام بـ:
- إعادة تأهيل المعلمين
- مناهج جديدة
- استخدام المعلوماتية في التدريس
- متابعة مدارس الخيم والمدارس المتنقلة.

فعندما نقول هناك أكثر من 5 مليون طفل في المدرسة يعني ميزانية ضخمة .. كوادر ضخمة مدربة.. و صفوف حديثة وبالتالي نحن في مرحلة شهدت حوالي أربع سنوات من القفزات النوعية في التربية.

هل يمكن لهذا المشروع أن يتوسع ليشمل مناطق أوسع؟ أن أن ذلك يتوقف على النتائج المتأتية منه؟

أتوقع إذا استطاع أن يثبت المشروع جدواه فسيتمر الحكومة في الدعم لتقديم اللازم لهكذا مشروع، طالما كان قادرا على الوصول للنتائج التي ترجوها الوزارة والدولة فما المانع من متابعة دعمه واستمراره.
فالدولة تسعى جاهدة لتطبيق التعليم الإلزامي في كافة المناطق، ومثل هكذا مناطق تعاني الفقر لن نستطيع فرضه بالعقوبات وإنما من خلال تقديم المساعدات التي تساهم في تشجيع الأهالي لإرسال أطفالهم للمدارس والحصول مقابل ذلك على معونات غذائية تسد حيزا ولو قليلا من العوز المالي الذي يعانون منه، شخصياً أتوقع نجاح هذا المشروع واستمراره ما دام قادرا على تطبيق سياسية التعليم إلزامي، وبشكل يتناسب مع تقديم المعونات التي تساعد على الحد من العوز للعائلات المحتاجة.


تحديات كثيرة تواجه مثل هذا النوع من المشاريع، نظرا لحداثتها كتجربة و حاجتها توفير كادر مؤهل قادر على التنفيذ السليم والأمين في مناطق طالما كان الفقر عنواناً رئيساً لحرمان أطفالهم من الجلوس خلف مقاعدهم المدرسية.


نشرت في مجلة الترى:

المؤتمر السنوي لحالة السكان في سورية



مالك أبو خير

تحت إطار بحث العلاقة بين السكان والتنمية وما لها من تأثير على خطط وسياسات التنمية الاجتماعية واستراتيجياتها، أقيم بفندق "الفورسيزن" بدمشق المؤتمر السنوي لحالة السكان في سوريا، بحضور عدد كبير من الشخصيات الحكومية والجمعيات الأهلية من مختلف المحافظات السورية، حيث ناقش المؤتمر السبل في تطوير الوعي بالعلاقة الأساسية بين السكان والتنمية، وتشكيل الرؤية المتكاملة لأبعاد الواقع السكاني في سورية، مع العمل على وضع الأسس المناسبة للتوجهات المستقبلية في إدارة الموارد البشرية والسياسات التنموية الشاملة والمستدامة على المستوى الوطني والإقليمي.

كلمة المؤتمر بدأت بكلمة السيد رئيس مجلس الوزراء ناجي عطري الذي أكد على أهمية هكذا مؤتمر لكون الموضوعات التي يناقشها تشكل مقاربة هامة حول القضايا ذات الصلة بالمسألة السكانية والمنبثقة عنها، والتي تعتبر الأهم لما تتطلبه معالجة بدأ من التوجهات والإجراءات وسياسات التنظيم للمسألة السكانية، كذلك الحد من الآثار السكانية الناجمة عنها، الأمر الذي أكدته المهندسة "سيرا استور" رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والتي اعتبرت المسألة السكانية من أهم مفاصل العمل لدى الهيئة نظراً لارتباطها الوثيق بدعم الأسرة السورية وتحسين مستوى معيشتها وبالتالي تعميق تماسكها وحمايتها، كما وضخت السيدة " استور" انه وبحسب التقديرات لحالة السكان في سوريا فان حجم السكان في سوريا سيزداد حتى العام 2025 بما يناهز عشرة ملايين نسمة على الأقل وهذا سيكون له تأثيره الكبير على مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية فضلاً لانخفاض حصة الفرد من الناتج والتشغيل مع ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض في مستوى قدرة الاستيعاب مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات البيئية وتزايد الضغط على استهلاك الموارد البشرية والخدمات التنموية الأساسية من تربية وتعليم وصحة ونفط وغيره...
من جهته قدم الأستاذ جمال باروت عرضاً مجملاً لتقرير حالة السكان أكد من خلاله انه ولأول مرة تم إدماج مفهوم السكان بالتنمية الاجتماعية ويجري الحديث عن الهيئة الديمغرافية وتعتبر من أحدث المفاهيم السكانية والتي تثبت أن النمو السكاني ليس شراً مطلقاً في مجمله. وأضاف أن التقرير تم بمجهودات وطنية بالتعاون مع خبراء صندوق التنمية وشاركت فيه مختلف الفعاليات وإنه أعد وفق منهج علمي. وأمل باروت أن يصبح هذا التقرير مرجعاً علمياً للمهتمين بقضايا السكان.
بدوره عرض الدكتور "مدين علي" التقرير الاقتصادي الأول لحالة السكان في سورية مؤكداً أن النمو الاقتصادي يعد من المؤشرات الأساسية التي يتم استخدامها أو الاعتماد عليها للوقوف على مستوى الأداء أو الإنجاز الاقتصادي للدولة، مضيفاً: إن ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي يعكس تحسناً أو تزايداً في الناتج المحلي الإجمالي خلال فترة زمنية معينة.
وأكد الدكتور "علي" إلى أن الاقتصاد السوري شهد معدلات نمو متباينة خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن معدل النمو الاقتصادي بالأسعار الجارية شهد تطورات مختلفة إذ ارتفع من 4.3% عام 2002 إلى 18.3% عام 2004 ثم انخفض إلى 18% عام 2005 ليهبط قليلاً إلى 14.6% لعام 2006. بينما استقر معدل النمو بالأسعار الثابتة بين 4.5% و6.5% خلال الأعوام من 2000 إلى 2006 باستثناء عام 2003 حيث هبط إلى 1.1% مبيناً أن الفجوة واضحة بين معدل النمو بالأسعار الثابتة ومعدل النمو بالأسعار الجارية وخاصة منذ بداية عام 2004.

نقاشات وهموم المحافظات:




عقد بعد ذلك بحضور وفود من مختلف المحافظات السورية، نقاشات مع المسؤولين عن أهمية هذا المؤتمر وعن أهم الهموم السكانية التي تعانيها هذه المحافظات وذلك للأخذ بها كتوصيات في البيان الختامي، والتي تركز معظمها عن الهجرة الغير منظمة من الريف إلى المدينة حيث يكمن التجمع الأكبر منها في منطقة ريف دمشق و العاصمة دمشق، كما تم طرح موضوع الفقر المنتشر في الأرياف السورية والناتج "حسب قول المعنيين" عن عدم وصول المشاريع الاستثمارية إليها وارتفاع مستوى البطالة وسوء الحالة الزراعية لدى الكثير من المزارعين، فضلا إلى التطرق لمواضيع اجتماعية أخرى كالزاوج المبكر لدى العديد من المجتمعات السورية والتركيز على مبدأ حقوق الطفل وتطبيق البنود الخاصة به بشكل فعلي بعيد عن الخطابات الإعلامية فقط، كما تم طرح مجموعة من الأفكار اشتركت بها جميع الوفود كان أهمها إعفاء القروض الخاصة بالفقر من الفوائد مع العمل على مكافحة الفقر المنتشر عبر توزيع الناتج المحلي وزيادة الاستثمارات التي تصل إلى الأرياف الفقيرة والبعيدة.
البيان الختامي للمؤتمر ووفقا لمصادر من الهيئة السورية يحتاج إلى الكثير من العناية قبل إصداره من أجل الأخذ بجميع الأفكار الهامة والطروحات المتعددة التي تم التطرق لها في المؤتمر وعدم تجاهلها. الأمر الذي يتم العمل عليه حالياً في الهيئة وستعمل مجلة الثرى على نشره حال الحصول عليه.






نشرت في مجلة الثرى:



" سورية أســرتنا الكبيرة " ... هل تعيد النظر مجدداً بوضع الأسرة السورية

مالك أبو خير



أطلقت الهيئة العامة لشؤون الأسرة بمناسبة يوم الأسرة العالمي حملة وطنية بعنوان " سورية أسرتنا الكبيرة " عبر كافة وسائل الإعلام المطبوع والمرئي والمسموع إضافة إلى المواقع الكترونية واللوحات الطرقية حيث يتم من خلالها طرح العديد من الأسئلة والاستفسارات تساعد في جمع عينات استطلاعية حول وضع المواطن السوري و من جوانب عديدة.

أهداف هذه الحملة تتخلص بطرح عدد من التساؤلات بهدف معرفة الأوضاع المعيشية للأسرة السورية الاقتصادية منها والصحية والتعليمية ومدى تأثير الإصلاحات الاقتصادية التي أجريت مؤخراً على هذه الجوانب ومقارنتها قبل هذه العملية الإصلاحية، بالإضافة معرفة أولويات الأسرة السورية ومشكلاتها الحالية ورصد توقعاتها بخصوص أوضاعها المعيشية مستقبلاً.
الدراسة من حيث الشرائح المستهدفة وحجم التساؤلات المطروحة ضمنها كبيرة وتستحق المتابعة والتعاون من قبل الجهات الإعلامية، لكونها تسعى إلى معرفة أهم الإشكاليات والصعوبات التي تواجهها الأسرة السورية ومن مختلف المناطق والشرائح بدأً من المدينة وصولاً إلى البدو الرحل في أطراف المناطق النائية، بحيث تقوم بدراسة البنية الديمغرافية لهذه الأسر ومعرفة همومها وطرحها في الدراسة النهائية.


وضع الأسرة المادية... هو الأهم:


الوضع المالي للأسر السورية والتي تعاني معظمها من تدني في مستوى الأجور فضلا إلى عدم توفر فرص عمل دائمة واعتماد نسبة لا بأس بها قد تصل خمس العاملين في السوق السورية على أعمال مؤقتة أو موسمية والتي لا تعتبر مصدر دخل دائم لهم أهم نقاط الحديث التي تناولها الدكتور أكرم القش عضو مجلس إدارة الهيئة السورية لشؤون الأسرة خلال الندوة، مؤكداً على أهمية العنصر المادي في تماسك الأسر وما له من أهمية في منع حدوث خلل في توازنها والتي تتمثل في اضطرار العديد من الآباء للعمل خارج القطر في سبيل تأمين دخل مناسب لأسرهم وبالتالي تحمل الأم مسؤولية التربية وحدها، كما أكد أيضاً على أهمية الدور التعليمي والثقافي في تنشئة الأولاد والتي لابد من تركيز الجهود نحو بناء جيل متماسك ثقافية وتعليمياً.


نقاط لابد من منها:


المشاركين في الندوة التي أقيمت في قصر العظم بدمشق بمناسبة انطلاقة هذه الحملة كان لهم مجموعة من التعليقات والملاحظات والتي لا يجب بنظرهم أن تقتصر فقط على الوضع المادي لهذه الأسر فقط وإنما تسعى إلى التعمق في مشاكل هذه الأسر وما يواجهونه من تحديات اجتماعية فرضتها الظروف الحالية.
" هدى " طالبة تمريض في السنة الثانية أكدت أن الحملة يجب أن تأخذ ضمن أبعادها الاختلاف الكبير بين الريف والمدينة، والعمل على تحقيق توازن حقيقي بين الاثنين من حيث الخدمات ومستوى التعليم، وما دام التماسك الاجتماعي للأسر السورية هو من أهم أهدفها فلا بد من الحديث عن وضع الشباب الخارجين من الريف وما يجدونه من تصادم كبير عند قدومهم المدينة، فمثلاً اغلب فتيات الريف ونتيجة للانغلاق الكبير الذي تعيشه معظم الأسر هناك يجدون أنفسهم أمام أجواء جديدة في المدينة تكون خارجة عن نطاق مفهومهم الثقافي والتربوي وبالتالي يصبحون عرضة للضياع والانحراف، وهنا لا بد (برأيها) من القيام بحملة توعية برأيها للأرياف والعمل على تحقيق التوازن الفكري بشكل متواز مع المدينة.
هذا الانغلاق تحدثت عنه الطالبة " نيرمين " في السنة الأولى تمريض، والتي تجده سبباً رئيسياً في عدم معرفة الفتاة في الريف لحقوقها بشكل كامل، وبالتالي خضوعها للشروط والمعايير الاجتماعية المنصوص عليها من قبل هذه المجتمعات الريفية.


مما لاشك فيه إن عمل هذه الحملة يدل على أهمية العمل على تحسين شؤون الأسرة والعمل على تحقيق نهضة وتماسك اجتماعي متوازٍ لما تشهده الساحة العالمية من موجات فكرية خاطئة وصعوبات مادية باتت تتغلغل ضمن شريان الأسر السورية والتي بات قسم لا بأس به منهم تحت خطوط الفقر، ولكن وهنا سؤال يسأل دوماً هل ستكون هذه الجملة مجرد دراسة عابرة توضع نتائجها ضمن أدراج مكاتبهم الحكومية أم ستسعى الحكومة جاهدة لتطبيق كل التوصيات التي ستسفر عنه هذه الدراسة.


نشرت في مجلة الثرى:

يارا صبري ... تتجه نحو الكتابة الدرامية إلى جانب التمثيل



مالك أبو خير


بعد انطلاقة تلفزيونية بدأت في منذ فترة التسعينيات، حققت خلالها وجوداً متميزاً على الساحة الفنية والدرامية السورية تتوجه الفنانة السورية "يارا صبري" نحو الكتابة الدرامية، وهذا ما أعلنته في الندوة التي أقيمت في المركز الثقافي العربي بالعدوي تحت عنوان الدراما السورية بين النص الأدبي والنص الدرامي التي شاركت بها الفنانة صبري إلى جانب الكاتبين حسن م يوسف وخطيب بدلة.

حيث تم النقاش خلالها عن وضع الدراما السورية وهمومها، وتحدثت الفنانة يارا صبري عن تجربتها الأخيرة في الكتابة الدرامية عبر تجربتين الأولى كانت بالتعاون الدرامي والإشراف على النص الذي كتبته الكاتبة ريما فليحان لمسلسل "قلوب صغيرة"، فيما الثانية كانت كتأليف وكتابة لمسلسل "قيود عائلية" بالتعاون أيضاً مع الكاتبة ريما فليحان والذي أصبح جاهزاً للتصوير.

وأكدت الفنانة "يارا" أن طرح هموم المجتمع ونقل مشاكله الإنسانية هو أهم ما سيميز كتاباتها ونصوصها الدرامية، لكونها من أهم الأمور التي تؤرقها كفنانة مهتمة بواقع المجتمع والتطورات السلبية أو الايجابية التي يمر بها، ودونما أي تخلي عن مهنة التمثيل التي تعتبرها نقطة البداية والأساس في توجهها نحو الكتابة، تاركة تقييم أعمالها الكتابية للمشاهد الذي يعتبر بنظرها صاحب القرار الحقيقي في نجاحها أو فشلها.

وفي تصريح لـ" حكاية سورية " أكدت الفنانة السورية على أهمية نقل معاناة المرأة وهمومها عبر النصوص الدرامية لكونها من المهتمين في قضايا المرأة، معبرة عن أسفها لعدم اتساع نسبة المسموح به للحديث عن هذه القضايا ولأسباب لا تعود للرقابة المفروضة من قبل لجنة الرقابة التلفزيونية فقط وإنما من قبل المجتمع نفسه الذي سيرفض الكثير من الطروحات التي من شأنها تحصيل حقوقها.

ورداً عن سؤالنا عما تتناقله الوسائل الإعلامية عما يدور في كواليس مسلسل باب الحارة ترى الفنانة "يارا" أنه من غير الصحي تغيير الممثلين في المسلسلات التي تتكون من عدة أجزاء كمسلسل باب الحارة لكون المشاهد قد اعتاد على هذه الشخصيات ورسخت ملامحهم ضمن ذاكرته فضلاً أن الممثل نفسه يكون في الأجزاء الأولى قد تعمق في أداء الشخصية ومارسها بكل حواسه وبالتالي سيكون الأفضل في تقديمها حتى النهاية.

ومن الجدير بالذكر أن الفنانة يارا صبري تقوم حالياً بتصوير مسلسلها الجديد ( قلوب صغيرة) الذي يتم تصويره بمشاركة عدد من الفنانين السوريين أمثال سلوم حداد، منى واصف، أمل عرفة، ليلى جبر، شكران مرتجى، ضحى الدبس ، ماهر صليبي، تاج حيدر وآخرون.




نشرت على موقع حكاية سورية:
على موقع يارا صبري: