18 يونيو، 2009

" سورية أســرتنا الكبيرة " ... هل تعيد النظر مجدداً بوضع الأسرة السورية

مالك أبو خير



أطلقت الهيئة العامة لشؤون الأسرة بمناسبة يوم الأسرة العالمي حملة وطنية بعنوان " سورية أسرتنا الكبيرة " عبر كافة وسائل الإعلام المطبوع والمرئي والمسموع إضافة إلى المواقع الكترونية واللوحات الطرقية حيث يتم من خلالها طرح العديد من الأسئلة والاستفسارات تساعد في جمع عينات استطلاعية حول وضع المواطن السوري و من جوانب عديدة.

أهداف هذه الحملة تتخلص بطرح عدد من التساؤلات بهدف معرفة الأوضاع المعيشية للأسرة السورية الاقتصادية منها والصحية والتعليمية ومدى تأثير الإصلاحات الاقتصادية التي أجريت مؤخراً على هذه الجوانب ومقارنتها قبل هذه العملية الإصلاحية، بالإضافة معرفة أولويات الأسرة السورية ومشكلاتها الحالية ورصد توقعاتها بخصوص أوضاعها المعيشية مستقبلاً.
الدراسة من حيث الشرائح المستهدفة وحجم التساؤلات المطروحة ضمنها كبيرة وتستحق المتابعة والتعاون من قبل الجهات الإعلامية، لكونها تسعى إلى معرفة أهم الإشكاليات والصعوبات التي تواجهها الأسرة السورية ومن مختلف المناطق والشرائح بدأً من المدينة وصولاً إلى البدو الرحل في أطراف المناطق النائية، بحيث تقوم بدراسة البنية الديمغرافية لهذه الأسر ومعرفة همومها وطرحها في الدراسة النهائية.


وضع الأسرة المادية... هو الأهم:


الوضع المالي للأسر السورية والتي تعاني معظمها من تدني في مستوى الأجور فضلا إلى عدم توفر فرص عمل دائمة واعتماد نسبة لا بأس بها قد تصل خمس العاملين في السوق السورية على أعمال مؤقتة أو موسمية والتي لا تعتبر مصدر دخل دائم لهم أهم نقاط الحديث التي تناولها الدكتور أكرم القش عضو مجلس إدارة الهيئة السورية لشؤون الأسرة خلال الندوة، مؤكداً على أهمية العنصر المادي في تماسك الأسر وما له من أهمية في منع حدوث خلل في توازنها والتي تتمثل في اضطرار العديد من الآباء للعمل خارج القطر في سبيل تأمين دخل مناسب لأسرهم وبالتالي تحمل الأم مسؤولية التربية وحدها، كما أكد أيضاً على أهمية الدور التعليمي والثقافي في تنشئة الأولاد والتي لابد من تركيز الجهود نحو بناء جيل متماسك ثقافية وتعليمياً.


نقاط لابد من منها:


المشاركين في الندوة التي أقيمت في قصر العظم بدمشق بمناسبة انطلاقة هذه الحملة كان لهم مجموعة من التعليقات والملاحظات والتي لا يجب بنظرهم أن تقتصر فقط على الوضع المادي لهذه الأسر فقط وإنما تسعى إلى التعمق في مشاكل هذه الأسر وما يواجهونه من تحديات اجتماعية فرضتها الظروف الحالية.
" هدى " طالبة تمريض في السنة الثانية أكدت أن الحملة يجب أن تأخذ ضمن أبعادها الاختلاف الكبير بين الريف والمدينة، والعمل على تحقيق توازن حقيقي بين الاثنين من حيث الخدمات ومستوى التعليم، وما دام التماسك الاجتماعي للأسر السورية هو من أهم أهدفها فلا بد من الحديث عن وضع الشباب الخارجين من الريف وما يجدونه من تصادم كبير عند قدومهم المدينة، فمثلاً اغلب فتيات الريف ونتيجة للانغلاق الكبير الذي تعيشه معظم الأسر هناك يجدون أنفسهم أمام أجواء جديدة في المدينة تكون خارجة عن نطاق مفهومهم الثقافي والتربوي وبالتالي يصبحون عرضة للضياع والانحراف، وهنا لا بد (برأيها) من القيام بحملة توعية برأيها للأرياف والعمل على تحقيق التوازن الفكري بشكل متواز مع المدينة.
هذا الانغلاق تحدثت عنه الطالبة " نيرمين " في السنة الأولى تمريض، والتي تجده سبباً رئيسياً في عدم معرفة الفتاة في الريف لحقوقها بشكل كامل، وبالتالي خضوعها للشروط والمعايير الاجتماعية المنصوص عليها من قبل هذه المجتمعات الريفية.


مما لاشك فيه إن عمل هذه الحملة يدل على أهمية العمل على تحسين شؤون الأسرة والعمل على تحقيق نهضة وتماسك اجتماعي متوازٍ لما تشهده الساحة العالمية من موجات فكرية خاطئة وصعوبات مادية باتت تتغلغل ضمن شريان الأسر السورية والتي بات قسم لا بأس به منهم تحت خطوط الفقر، ولكن وهنا سؤال يسأل دوماً هل ستكون هذه الجملة مجرد دراسة عابرة توضع نتائجها ضمن أدراج مكاتبهم الحكومية أم ستسعى الحكومة جاهدة لتطبيق كل التوصيات التي ستسفر عنه هذه الدراسة.


نشرت في مجلة الثرى:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق