23 يونيو، 2009

زوبعة مشروع قانون الأحوال الشخصية وصلت لوصفه بمشروع للفتنة.. بامتياز


مالك أبو خير




منذ اللحظات الأولى التي تم الإعلان عنها عن "مشروع قانون الأحوال الشخصية في سوريا " والذي قامت بتشكيله لجنة تم تعيين أعضائها بقرار من رئاسة مجلس الوزراء السورية رقم /2437/ تاريخ 7/6/2007، انطلقت مباشرة حملة صحفية قادها عدد من الإعلاميين والحقوقيين السوريين تندد بهذا القانون موجهةً إليه الكثير من الاتهامات التي تؤكد من وجهة نظرهم وجود إجحاف كبير لحقوق الأقليات وتساهم في قمع الحريات الشخصية و ترسيخ التفرقة الطائفية وتجاهل حقوق المرأة، فضلاً عدم قدرته على مجاراة الواقع الاجتماعي السوري.

الحملة التي شنها الحقوقيين والإعلاميين السوريين عبر عدد من المواقع الكترونية والصحف الخاصة أثارت زوبعة من الردود بين مختلف الأوساط الاجتماعية، فالعديد من المواد الصحفية انتقدتها ووصفتها بالكثير من التشبيهات القاسية، ولدرجة رأى البعض أن بنوده تعود إلى العصور الوسطى، وأكثر بنوده انتقاداً كانت المادة الثالثة عشر، والتي تقول (أنه عند اختلاف طائفة الزوجين تكون المحكمة الروحية المختصة بالنزاع المتعلق بالحقوق المبينة في المادة السابقة هي محكمة الطائفة التي ينتمي إليها الزوج)، الأمر الذي اعتبروه خارج عن القانون الدولي ومناقض للدستور السوري، ويمثل نوعاً من التحريض على النزعات الطائفية والذكورية على حد سواء.

فيما رآه البعض مجرد امتداد لمسلسل باب الحارة من خلال اعتماده صورة المرأة في هذا المسلسل كأساس في وضع بنوده والتي كانت برأيهم تشجع لهذه الصورة، فيما البعض الآخر وجد أنها تحمل في طياته وبنوده تجاهلاً كبيراً لحقوق المرأة يصل إلى حد الإجحاف بأبسط حقوقها، ووصل إلى حد تشبيه البعض له بأنه عبارة عن مجموعة قوانين لازالت تستبيح المرأة السورية لتكون سلعة تارة.. وجارية تارة أخرى.. وليس سوى مجرد مشروع يكتسي بحلة التخلف وهو عبارة عن نتاج لفردية مشاريعهم التي تحاك خيوطها بعيداً عن أفراد المجتمع.


قانون للفتنة الطائفية:

السيدة "كندة شماط" دكتورة بكلية الحقوق بدمشق، أحد القانونيين السوريين المنتقدين للقانون الجديد وفي تصريح لـ"حكاية سورية" أكدت أن هذا القانون هو " قانون للفتنة الطائفية " بامتياز لكون أغلب البنود التي يحتويها تسهم بشكل فعال في خلق شرخ طائفي ومذهبي في المجتمع.

حيث تقول: ( لقد حرص أغلب القائمين على صناعة هذا القانون على وضع بنوده بسرية تامة، ودونما أي اطلاع من قبل جهات مدنية أو حقوقية، وسعوا إلى تمريره لمجلس الشعب مباشرة للمصادقة عليه وبالتالي وضع الجميع تحت سياسة الأمر الواقع، وكأنهم في ذلك يوجهون رسالة إلى الآخرين مفادها "نحن فقط الذين نفهم والباقي لا علاقة له" ودونما أي احترام لحقوق الأقليات والطوائف الدينية الموجودة في سوريا دون نسيان التدخل بشؤونهم وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية التي تعود إلى ما قبل 1400 سنة عليهم.


تطبيق لقوانين الشريعة الإسلامية على المجتمع المسيحي:

وتتابع شماط قائلة:( الخطير في بنود هذا القانون هو التدخل الغير المنطقي من قبل الشريعة الإسلامية في شؤون الديانة المسيحية والطوائف والأقليات المتواجدة في سوريا عبر البنود المطروحة ضمنه، فإذا ما دققت جيداً وتحديداً في من المادة 618 وحتى آخر القانون، تجد أن جميع البنود التي طرحها القانون يوصي بإلزام تطبيقها على جميع شرائح المجتمع السوري وأديانه وطوائفه دون استثناء متناسين أن القوانين التي وضعتها الشريعة الإسلامية كتعدد الزوجات والطلاق لا تنطبق على الديانة المسيحية، فالاختلاف في هذا البلد هو من المفترض أنه اختلاف فكري وثقافي تكون نتيجته تفاعل يؤدي إلى تطور في أسلوب حياة الأفراد وتقدمهم، ولكن على ما يبدو هناك أشخاص يسعون إلى تحويل هذا الاختلاف إلى خلاف يعم جميع أطياف المجتمع مؤدياً إلى فتنة مذهبية خطيرة).


القانون بين هجوم الإعلام الخاص وصمت الإعلام الرسمي:

لم يقتصر هذا الهجوم على المواقع المناصرة لحقوق المرأة والطفل فقط بل امتد إلى حملة تم إطلاقها على الفيس بوك لمجموعة من الشباب السوري تحت عنوان "حملة بدنا نمشي لقدام ..مو نرجع لورا"، وتحت عنواين مختلفة كان أهمها منع قمع الحريات الشخصية أو التفرقة الطائفية واستغلال المرأة والطفل، حيث وصل نسبة المشتركين بهذا الحملة المئات من الشباب السوريين يضاف إليهم عدد من المناصرين لهذه الحملة من دول أخرى.

ومن أهم الوسائل التي قادت هذه الحملة كانت مجلتي الثرى ونساء سورية الإلكترونيتين ومواقع مختصة في القضايا القانونية، وصحيفة بلدنا بالإضافة إلى إذاعة شام إف ام والتي خصصت له جلسة نقاش ولمدة ساعة كاملة على الهواء ناقشت بنوده مع عدد من المختصين.

الإعلام الرسمي لم يلحظ له أي هجوم على بنود القانون بنفس القسوة التي تناولها الإعلام الخاص، لكنه انتقد وبحذر ملحوظ بنوده وطالبت بعض المقالات الصحفية إعادة النظر به من جديد، في حين توقع البعض خروج التلفزيون السوري عن صمته من هذه القضية ضمن برنامج "بلا رتوش" الذي أعلن مناقشته لقضايا العنف ضد المرأة ونظرة قانون الأحوال الشخصية المعمول به حالياً لهذه القضية، وقبل بدء الحلقة توقع المشاركون في هذه الحلقة أن يتم الحديث عن القانون القديم وانتقاد بعض النقاط في مشروع القانون الجديد، لكن ووفقاً (لمصادرنا في التلفزيون السوري) فقد تم الطلب من معد الحلقة "عقبة الناعم" عدم التطرق لهذا الموضوع الأمر الذي اضطر الضيوف للحديث عنه بشكل غير مباشر، مع وعود بتسجيل ساعة كاملة حول هذا القانون في برنامج " خط أحمر" والذي سيتم تسجيلها اليوم الساعة 5.30 في استوديوهات التلفزيون السوري، وبمشاركة د/توفيق البوطي أحد مناصري هذا القانون، وكل من عبد السلام راجح عضو مجلس الشعب والأب أنطوان مصلح وبسام القاضي أحد أهم المعارضين له.

ومن الجدير ذكره أن أسماء الأشخاص الذين وضعوا هذا القانون لا تزال غير معروفة، ولم يتم الكشف سوى عن اسم واحد منهم وهو الدكتور حسان عوض.


نشرت في موقع حكاية سورية:

التحويلات المالية من الخارج غياب للإحصائيات الرسمية... وأمــــوال لا تستثمـــر



مالك أبو خير



تعتبر سورية من البلدان المهمة في تصدير العمالة للخارج، والتي نجدها منتشرةً في الكثير من دول العالم يرتكز أغلبها في دول الاتحاد الأوروبي و أمريكا الجنوبية ودول الخليج العربي، حيث اعتمد قسم لا بأس منهم الاستقرار الدائم في تلك الدول والانخراط في مجتمعاتها نتيجة لطول فترة إقامته بها وتوسع أعماله في تلك المناطق، ومن المؤكد الدور الهام الذي تلعبه التحويلات المالية الآتية منهم في دعم الاقتصاد السوري وسد احتياجاته.
لكن ومع الأزمة المالية التي وصل تأثيرها إلى مختلف دول العالم وانعكست سلباً على الكثير من العمالة السورية الوافدة والتي كانت جلية في عمالة دول الخليج التي مازالت حتى هذه اللحظة تحت وطأة العودة هناك من يقول بتأثر هذه التحويلات الهامة والتي تضخ سنوياً في الاقتصاد الوطني وبالتالي خسارة موارد هامة للدخل الوطني لدينا.

غياب الإحصائيات الرسمية:



تلعب التحويلات المالية دوراً مهما في قائمة بنود ميزان الحساب الجاري في سورية حيث ساهم إلى حد كبير في خفض العجز العام وأحياناً في رفع فائض ميزان الحساب الجاري، بحيث كانت اللاعب الأفضل في تقليص الزيادة في حجم تضاعف العجز لدى الاقتصاد السوري، إضافة لاعتماد الكثير من الأسر السورية على ما يأتيها من هذه التحويلات في سد احتياجاتها المادية وبشكل بات يعتبر مصدر دخل أساسياً لهم، نظراً لارتفاع نسبة البطالة وضعف موارد دخلهم المالية.
وعلى الرغم من كل هذا فإننا لا نجد حتى هذه اللحظة تقديرات حقيقية ورسمية لحجم هذه التحويلات، فضلاً عن وجود تضارب في التصريحات في بعض الأحيان ففي سنة 2007 أكدت الحكومة أن أعداد المغتربين السوريين في الخارج والذين يقدر عددهم بـ 16 مليون مغترب ينتشرون في دول أمريكا الجنوبية والدول الأوربية ودول الخليج العربي بالدرجة الأولى، في حين نجد تقريراً صادراً عن البنك الدولي يؤكد عدم تجاوز التحويلات عن 850 مليون دولار.
وترجع الجهات الحكومية سبب غياب إحصائيات كهذه إلى عدم وجود قنوات محددة في عمليات التحويل تمكن من تحديد نسبة الأموال المحولة إضافة لاستخدام أكثر من وسيط أثناء عملية التحويل، وقد أدى الوضع المصرفي لدينا إلى اعتماد المغتربين على قنوات غير رسمية وغير نظامية لإرسال تحويلاتهم المالية كمكاتب السياحة وسفر، والاستيراد والتصدير والتي تستطيع توفير الغطاء القانوني ودون أي ملاحقة قانونية.
في حين نجد إحصائيات غير حكومية تتحدث عن حجم هزيل من التحويلات المالية إلى سورية إذا ما تمت مقارنته بالدول العربية المجاورة لنا، ففي دراسة حديثة أجراها بنك الاستثمار الأوربي حول التحويلات المالية التي يرسلها العمال المهاجرون من دول الاتحاد الأوربي إلى دول الشرق الأوسط نجد ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة مساهمة التحويلات المالية في الناتج المحلي الإجمالي حيث تتصدر الأردن ولبنان لائحة الدول العشر الأولى التي تتلقى تحويلات مالية تشكل نسبة عالية من دخلها الوطني الإجمالي ولمبالغ وصلت إلى المليارات، في حين نجد نسبة مساهمة هذه التحويلات بالنسبة للناتج المحلي السوري هزيلة.
ففي الأردن مثلاً بلغت نسبة التحويلات مليارين و934 مليون دولار مشكلة 20% من الناتج المحلي وفي لبنان بلغت خمسة مليارات و769 مليون دولار مشكلة 22% من ناتجها المحلي في حين نجدها في سورية تبلغ 824 مليون دولار لتشكل فقط 3% من ناتجها المحلي.

لا تأثير للأزمة على التحويلات:



مما لاشك به لدى المتابعين لتصريحات المسؤولين الحكوميين في سورية وجود تضارب كبير في التصريحات حول تأثير الأزمة المالية العالمية على اقتصادنا.
ففي الوقت الذي نجد فيه النائب الاقتصادي لرئيس مجلس الوزراء عبد الله الدردري يؤكد عدم وجود تأثير سلبي للأزمة الاقتصادية العالمية على سورية وأن النظام المصرفي في سورية مستقر وقوي، نجد في دراسة لمدير عام المصرف التجاري السوري تأكيداً بأن تأثير الأزمة المالية العالمية سيكون كبيراً على الاقتصاد السوري والذي سيتأثر كثيراً بتراجع التبادل التجاري وإرساليات المغتربين السوريين في الخارج.
ولاشك أن غياب الإحصائيات لعب دورا في معرفة حجم التراجع الحقيقي لهذه التحويلات في ظل الأزمة الحالية والتي بدأت بالأزمة المالية العالمية وانتهت بعودة عدد كبير من العمالة السورية من دول الخليج، ومن ثم وفي ظل هذه الظروف لن يبقى أمامنا سوى المكاتب الخاصة بالتحويلات المالية والتي ستكون قادرة على تقديم صورة عن مدى تأثر هذه التحويلات بهذه الأزمات.

لم تتأثر:



مدير شركة الفؤاد للصيرفة السيد فادي أبازيد يرى أن التحويلات المالية القادمة إلى سورية لم تتأثر بالأزمة المالية العالمية بقدر ما تأثرت بعودة العمالة السورية حيث يقول. «في بداية الأزمة المالية كان هناك انكماش ملحوظ في حجم التحويلات القادمة من الخارج إلى الداخل السوري ومن مختلف الدول في العالم وهذا الوضع لم يتوقف على سورية وحسب وإنما امتد لمختلف الدول، لكنه عاد للتحسن تدريجياً لكون هذا الانكماش كان عبارة عن وضع مؤقت لا أكثر، لكن برأيي الانكماش الحقيقي بدأنا نشعر به بعد وصول هذه الأزمة إلى دول الخليج وانعكاس آثارها على العمالة السورية هناك والتي تعتبر المصدر الرئيسي لأغلب التحويلات القادمة إلينا، وقد تفاعلت مع صعود الأزمة في فترتها الأولى ولمدة تجاوزت الشهرين إلى أربعة أشهر لتعود بعد ذلك إلى وضعها الطبيعي».

تحويلات دون استثمارات:



رغم كل المحاولات التي تبذلها الحكومة في دعم المشروعات الاستثمارية وجلب الأموال الخاصة بالمغتربين في الخارج، إلا أننا نجد حتى الآن وجود غياب حقيقي لها عن ساحاتنا الاستثمارية، ولأسباب يرجعها المحللون إلى انتشار الكثير من العوائق أهمها الروتين والبيروقراطية وغيرهما من العوامل التي لا تساعد على توفير بيئة استثمارية ومن ثم بقائها خارجاً.
فإذا ما نظرنا إلى أغلب التحويلات المالية الآتية إلينا نجد أن القسم الأكبر منها يتجه لتأمين المعيشة لعدد كبير من الأسر «كما ذكرنا» في حين نجد أن القسم الأهم والذي يجب استثماره لا يزال خارج حدود الوطن ومستثمر في دول أخرى استطاعت توفير البيئة الصحيحة لاستثماره.
كما أننا نلاحظ في المحافظات السورية التي ترتفع بها نسبة المغتربين كمحافظة السويداء مثلاً ذهاب اغلب التحويلات المالية الكبيرة القادمة إليها لبناء قصور فاخرة تنتشر في أغلب مناطق المحافظة وتصل تكاليف بعضها إلى العشرات من الملايين والتي تكفي لبناء مشروعات استثمارية تؤمن المئات من فرص العمل لأبناء المحافظة الذين اختار معظمهم الهجرة كوسيلة لتأمين مستقبلهم ومستقبل أسرهم.
السيد «تركي. ن» يجد غياب الدعم الحقيقي من قبل الحكومة وانتشار البيروقراطية وعدم وجود بيئة استثمارية صحيحة السبب الأهم لعزوف الكثيرين من أبناء المحافظة عن تحويل أموالهم لمشروعات خدمية، مؤكداً كلامه بفشل العديد من المشروعات القائمة في المحافظة وتسببها الخسارة لأصحابها ومن ثم تحول هذه الأموال إلى قصور وأبنية لا أكثر ولا أقل.
وهنا لا بد من طرح العديد من الأسئلة يكون أهمها عن سبب تجاهل هذه الأموال وإهمالها من خلال عدم توفير بيئة استثمارية لها، وما الفرق بيننا وبين الكثير من الدول التي تسعى جاهدةً إلى تأمين كل التسهيلات للمستثمرين لديها، بينما نجد الابتزاز والروتين القاتل هما سيدي الموقف لدينا في منع هذه الاستثمارات من العودة إلى أراضيها وذهابها للاستهلاك دون توجيهه إلى قنوات استثمارية حقيقية.


نشرت في مجلة الاقتصادية:


22 يونيو، 2009

"قوادين".. وعلى عينك يا تاجر


مالك أبو خير




" أبو الحلوين " و " مسمار الروح " و " مفتاح العسل " أسماء حركية اعتمدوها لتكون مسمياتهم ضمن نطاق عملهم المقتصر على مطعمين في احد مناطق ريف دمشق، حيث اعتمدوا في كلا المطعمين طاولة دائمة تكون المركز الرئيسي لنشاطهم يقتنصون من خلالها الزبائن و الراغبين في اصطحاب إحدى فتيات الهوى قبل خروجه من المطعم.

في البداية كان قدومي مع بعض الأصدقاء لهذا المطعم بغرض تناول الغداء والترفيه عن النفس، لنتحول بعد دقائق معدودة من قدومنا لأحد زبائنهم المعتمدين... مع إمكانية إعطائنا خدمة متميزة قد تستمر إلى ما بعد البيع كنوع من التأكيد على جودة خدمتهم.

فأنت لست بحاجة لبذل جهد أو تعب للوصول إليهم... يكفي فقط توجيه نظراتك للنساء المتواجدات على طاولات المطعم كافية لتكون هدفهم أو زبونهم الدسم، فهم من المهارة والحنكة في التقاط الزبائن وطالب المتعة ما يكفي، والسبب طبعاً لخبرتهم الطويلة في هذا المجال ولكونهم يتميزون بقدرة عالية على قراءة الوجه وتفسيراته، وبالتالي اختيار الشخص المناسب لطلبهم وتجارتهم ليس بالأمر الصعب عليهم.

أحد الأصدقاء المتواجد معنا على طاولة هذا المطعم، كان من النوع الذي يهوى الغوص في مثل هذه العادات رغم زاوجه من اثنتين! ... فهو لطالما كان معروفاً لكونه زير نساء من الدرجة الأولى منذ أيام الجامعة وحتى الآن... الأمر الذي جعل ملامح وجهه ونظراته الشهوانية للنساء الموجودين كافية ليكون احد طيورهم المراد اصطيادها، فما كان من أحدهم سوى القدوم إلينا والجلوس دون الاستئذان طارباً أذاننا بأحاديث مختلفة عن جمال النساء ومتعتهن بطريقة كانت مبتذلة ولدرجة دفعتني مع صديق أخر لي على الطلب منه بالرحيل فوراً ... ليجيب ببرودة لا متناهية :" يا أخي آنت وياه ليش عم تقطعوا برزق العالم... ما الرزق على الله، والله ما بيحب ينقطع رزق حدا" فسألته مستغرباً:" قواد... وبتقول الرزق على الله... ليش الله رضيان عن عملكن"... لندخل بعد ذلك معه بجدال عن مفاهيم الحياة لم ينتهي إلا باتفاق بيني وبينه يقضي بشرح طبيعة عملهن مقابل استمرار وجوده على الطاولة.

يقول " مسمار الروح ": ( نحن نعمل بهذا المهنة منذ زمن لكن ليس بالطويل، ونشاطنا يقتصر بالتعامل مع عدد متعدد من الفتيات منهن طالبات جامعات ومنهن من احترف هذه المهنة منذ زمن، حيث نقوم نحن بجذب الزبائن أمثال صديقك المحترم وعرض صورهن من خلال الهاتف الخليوي، وعند اعتماده على واحدة منهن نقوم بالاتصال بها وتحديد موعد ومكان اللقاء والسعر".



- كيف تحصلون على عمولتكم من هذه العملية؟

تعاملنا مع هؤلاء الفتيات منذ زمن، ونحن على ثقة كبيرة "بصدق أخلاقهم"! ... لذا فنحن نحصل على عمولتنا بعد انتهاء اللقاء مباشرة أو في اليوم التالي، والتي حددناها ب 20% من قيمة ما يتم الاتفاق عليه توزع علينا نحن الثلاثة بالتساوي وبغض النظر من الذي كان السبب في جلب الزبون أو الاتفاق معه فنحن الثلاثة نتعامل بأمان فيما بيننا...!.

-الفتيات الذين يعملن ما الذي أجبرهم على العمل بهكذا عمل؟

إذا شرحت قصة كل واحدة منهن لن انتهى حتى الصباح، فمنهن من اختارت هذا العمل بإرادتها ومنهن من تورطت به ومنهن من تقول أنها عملت معنا لمتابعة دراستها أو الصرف على أسرتها وغيرها من القصص التي لا تهمني... المهم في تعاملي معهم هو عمولتي أما حياتهم الشخصية فهي لهم وحدهم ولا تخصني.

لينقطع حوارنا بصافرة انطلقت من أحد الجالسين، كان من زبائن " مسمار الروح " المعتمدين ومن المرجح انه يتمتع بخدمة ما بعد البيع التي اخترعها مسمار الروح وزملائه من حيث خفض سعر العمولة مع كل مرة وتقديم اثنتين بسعر مغر للزبائن... وغيرها من العروض التي عجز وكلاء السيارة لدينا عن تقديمها .... ليعتذر منا بكل لباقة واحترام قائلا:" ما قلتلك الرزق على الله... هاد أبو الليل أحلى زبون عندي دقيقة وبرجع"... لتكون هذه الدقيقة كافية لانسحابنا بكل هدوء مع نية مؤكدة عن عدم العودة ثانية.

صدق في الأخلاق... وأمانة في التعامل، مصطلحات كانت من الغريب تداولها على ألسن أناس مثل هؤلاء، والأغرب من ذلك صمت من كان الواجب عليهم الحديث وبقوة ضمن هكذا موضوع بات يخترقنا في الصميم، محولاً عدد لا بأس به من المقاهي لمثل هؤلاء الأشخاص... فيما حالات الإيدز تنظر المزيد من الأجساد للعبث بها والقضاء على عقول شابة قد تقع فريسة بين أيدهم.




نشرت في موقع حكاية سورية:


21 يونيو، 2009

بعد أكثر من 63 عاماً على رحيلها ...مشروع متحف اسمهان ما زال حبراً على ورق!


فريال أبوفخر

عن موقع كلنا شركاء

21/6/2009


منذ فترة تحدثت إذاعة مونتي كارلو ومحطة العربية ضمن نشرة أخبارها وكثيرين من الصحف المحلية والعربية عن موافقة وزارة السياحة على تحويل منزل المطربة أسمهان في السويداء إلى متحف فني يضم تراث هذه الفنانة من صور ومقتنيات شخصية بالإضافة إلى الأرشيف الموسيقي والشخصي لشقيقها الفنان فريد الأطرش وإقامة مسرح بالهواء الطلق إعادة ما يشبه حفلات شم النسيم الذي أبدع فيه الموسيقار فريد الأطرش.


من شاهد وقرأ هذا الخبر استبشر خيراً بأنه أصبح بإمكانه زيارة هذا البيت التاريخي العريق والذي يعود لفترة الأربعينات أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا حيث أشرفت أسمهان على تفاصيل بناءه وسكنته مع زوجها الأمير حسن الأطرش الذي كان يشغل منصب محافظ السويداء منذ عام 1936 – 1948.
ولكن الحقيقة وعلى أرض الواقع مازال هذا الكلام حبراً على ورق، وهذا البيت مازال مشغولاً من قبل وزارة الدفاع (الجيش الشعبي) الذي يرفض أن يخليه على الرغم من التسهيلات الكثيرة التي تقدمها وزارة السياحة ومديرية السياحة في السويداء.


بيوت فرنسية


يتوسط المنزل مدينة السويداء بإطلالة فريدة على ساحة تاريخية تسمى ساحة الشهداء ودوار قديم يسمى دوار السبع يتوسطه نصب يعتليه تمثال لسبع وضع بذكرى انتصار الحلفاء بمعركة العلمين عام 1937 ويقع ضمن منطقة تدعى الحي الفرنسي القديم يجاوره العديد من البيوت الفرنسية القديمة.
ويعتبر هذا المنزل الذي بني عام 1941 من ممتلكات الأمير حسن الأطرش زوج أسمهان وابن عمها ومحافظ السويداء ولا يزال مشغولاً منذ عام 1957 حين صدر قرار عرفي بمصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة للأمير حسن الأطرش ومصادرة الأثاث والمقتنيات العائدة لأسمهان وبيعها بالمزاد العلني إلى أن ألغي هذا القرار بحكم قضائي مبرم عام 2004 بعد أكثر من 30 عاماً على صدور قانون الاستملاك عام 1974.
* المهندس جهاد أبو زكي مدير سياحة السويداء سمعنا منذ فترة أن المديرية تستكمل إجراءات تحويل بيت أسمهان لمتحف للفن الأصيل وأنتم تؤكدون من جهتكم أن هناك مجموعة من المعوقات والصعوبات تحول دون تحقيق ذلك، بماذا تتمثل هذه المعوقات؟
** تتمثل المعوقات بإيجاد مكان بديل للجيش الشعبي لحين الانتهاء من بناء مقرهم والذي سيستغرق أربع سنوات، حيث قمنا بالبحث على هذا البديل لكي يناسبه وظيفياً من حيث الاتساع والمساحة والمرآب وإجراء التدريبات، فوجدنا المكان وهو شركة للخضار على طريق بلدة أسمها ولفا، ولكن المشكلة مادية مع هذه الشركة فقد طلبت مبلغ قدره 950 ألف ل.س سنوياً، فعملنا على محور آخر وهو تخفيض القيمة المالية (الأجار) عن طريق تشكيل لجان لخفض هذه القيمة من 950 – 500 ألف سنوياً. وهذه فرصة ممتازة كون المقر يتمتع بمساحة واسعة 5 – 6 دونم ويتألف من ثلاثة طوابق وأجاره الشهري ما يقارب 50 ألف ل.س كذلك تم رفض هذا العرض، ومن جهة أخرى يملك الجيش الشعبي بناء وسط المدينة ولكنه مشغول من قبل أحد الجهات وهذه الجهة كذلك رفضت الإخلاء على الرغم من أننا قمنا بتأمين مكان بديل لها كونها لا تحتاج إلى أكثر من 3 – 4 غرف.
هناك حل قيد التفكير ولم أقم بطرحه بعد وهو تأمين مبلغ مليونان ل.س على مدار الأربع سنوات عن طريق منحة أو تبرع أو.. أو.. لا أعرف الطريقة بالضبط ودفعها للجيش الشعبي، إنها محاولة لحين الانتهاء من بناء مقرهم الذي سيستغرق أربع سنوات.
المشكلة أن وزارة السياحة قانونياً لا تستطيع دفع مليم واحد خارج نطاق صلاحياتها، نحن بحاجة إلى قرار أعلى يشمل وزارة السياحة ووزارة المالية للبت في هذا الموضوع على الرغم من أن أقل معرض في وزارة السياحة يكلفنا من 10 – 20 مليون.
وهناك الكثير من المغتربين في محافظة السويداء الذي لا يشكل مبلغ المليونان جزء بسيط من ثرواتهم لإنجاز هذا المشروع الذي سيشكل بصمة بتاريخ أي إنسان عاشق للأصالة والفن ولم يعد هذا المشروع يخص الدولة وحدها بل هو مشروع إنساني للتراث الفني والحضاري والموسيقي.


فسحة سماوية


تأتي أهمية هذا المشروع باعتباره نقطة جذب سياحية وثقافية وفنية ذات قيمة عالية خاصة وأنه سيضم متحفاً لعمالقة الفن الأصيل وقاعة للتراث الفني ومسرحاً في الهواء الطلق للعزف المنفرد والعروض الموسيقية ومقراً للمهرجانات السياحية. كما تبلغ أهمية هذا المنزل الذي يتربع على مساحة تبلغ 1.5 دونماً ويتألف من طابقين من القرميد وفسحة سماوية وحديقة خضراء، من كون الفنانة أسمهان قد أشرفت بنفسها على الكثير من تفصيلاته المعمارية والداخلية على الطراز الفرنسي القديم، وأحيت فيه حفلاً فنياً ساهراً ونادراً احتفالاً بهذا الصرح حضره الزعيم الفرنسي شارل ديغول وعدد من الزعماء العرب.
* الكاتب والمخرج ممدوح الأطرش بعد أكثر من 63 عاماً على رحيل أسمهان تعمل مديرية السياحة في السويداء على توظيف منزلها ليكون مركزاً لجذب كبار الفنانين واستقطاب رجال الفكر والثقافة ليس فقط من سوريا وإنما من مختلف دول العالم، ماذا تحدثنا عن هذه الخطوة؟
** حسب معلوماتي صدر منذ فترة قرار من وزارة السياحة لتحويل منزل أسمهان إلى متحف فني يضم إرثها الفني بالإضافة إلى أخيها فريد الأطرش، نتمنى أن تستعجل هذه الخطوات لتنفيذ هذا المشروع فالإرث الفني لأي فنان هو إرث لبلد ولتاريخ وما أجمل أن يكون للفنان مكان في بلده للمحافظة على هذا الإرث وتقديمه وعرضه للآخرين، فأسمهان وفريد الأطرش كان لمها دور كبير بتاريخ العطاء الفني إن كان فريد بمدرسته الموسيقية أو أسمهان بصوتها الذي لم يخلف حتى الآن ولم يفقد من الشارع العربي رغم مرور هذه الفترة على مماتها.


نقل الجثمانان


الأستاذ سلمان البدعيش رئيس جمعية أصدقاء الموسيقا والتي تعنى بالتراث الموسيقي العربي والعمل على إحيائه ونشره وتطويره قال: إن إقامة هذا المتحف هو أمنية شخصية بالنسبة لي وأرجو أن تتحقق فأسمهان وفريد هذان العملاقان في الموسيقا والغناء يستحقان أن يقام لهما متحف يضم تراثهما الفني من موسيقا وغناء وأفلام وتسجيلات صوتية ويبين مسيرة حياتهما. نحن كجمعية سوف نعمل على المطالبة بنقل جثماني الفقيدين إلى سوريا وإلى مسقط رأسهما ليكونا بجانب هذا المتحف الذي نأمل أن يقام، ونطالب وزارة السياحة أن تضع خذا البيت بعد استملاكه تحت تصرف أناس مختصين وقد تكون جمعية أصدقاء الموسيقا لجمع ما تبقى من تراث هذان الفنانان مع العلم أن وزير السياحة الدكتور سعد الله آغا القلعة متحمساً جداً للفكرة. وتبقى الخطوات العملية لاستكمال عملية الاستملاك، أما حالياً فتعمل الجمعية على إحياء ذكرى فريد الأطرش وأسمهان باحتفال يُقام سنوياً في المحافظة يشارك فيه فنانون وباحثون ونقاد ومهتمون من أنحاء الوطن العربي. ولقد احتفلت جمعين أصدقاء الموسيقا بذكرى فريد الأطرش وفهد بلان في شهر 12 لعام 2007 برعاية السيد محافظ السويداء على أحمد منصورة الذي يشجع ويدعم إقامة مثل هذا النشاطات ولكن اقتصر الاشتراك في هذا النشاط على فنانين ومطربين وموسيقيين من داخل القطر ونأمل بالمستقبل أن يشمل هذا النشاط فعاليات من الوطن العربي وأن يكون الاحتفال مركزياً وسنوياً في محافظة السويداء.


إمارتان


المحامي ماجد الأطرش قال: لقد كانت الأميرة آمال الأطرش (أسمهان) من عمالقة الفن والطرب في القرن الماضي تألقت أغانيها واستقرت في ضمير الناس وذاكرتهم، ومنذ طفولتي الأولى تمتعت بالاستماع إلى أغانيهما عبر الحاكي (الفن غراف) وسُعدت برؤيتها وهي ؟؟؟؟؟ في الجبل، تتبادل التحيات والابتسامات مع أعمامها وذويها في السويداء، وكم كنت شغوفاً بها وبالشامة الطبيعية التي تزين أسفل خدها وبعينيها الخضراوين المظلمتين بنوع من زرقة السماء وبنبرات صوتها وهي تنطق بقدرة فائقة على التعبير. لقد كان في حياة أسمهان أكثر من إمارة، الأولى عندما أصبحت أميرة للفن والطرب في مصر ؟؟؟؟؟ والثانية عندما تزوجت من ابن عمها الأمير حسن الأطرش عام 1933 حين صارت تعرف بأميرة الجبل، وقد كانت الصحف والمجلات تحل بالأخبار عن عدلها وعن عشقها للفروسية والخيول العربية الأصلية. لقد ارتفع نجمها في السويداء وقرى الجبل وتوافد الناس من ذوي الحاجات على دارها فوقفت إلى جانب زوجها الأمير حسن الأطرش وقفة نبيلة وذكية في تصريف شؤون الناس وتلبية مطالبهم، كما أنست لها النساء فصارت قاضيتهنّ ومستشارة لهن، والمظلومات ينشدن وقفتها إلى جوارهنّ، وما أكثر ما كانت تمتطي جوادها وتتنقل إلى قرى الجبل ويخرج الشباب لاستقبالها بالأهازيج والأغاريد ؟؟؟؟؟ والصبايا أمامهم يقرعن الدفوف. لم يختلف اثنان في جمال صوتها ورقي موهبتها وقد قالت الكاتبة سمر طه في مجلة العربي عن صوتها إنه (يتلألأ كلما صدح عالياً ويرن بقوة وينطلق بشحنات نغمية صحيحة وانحناءات وإنشادات دافئة شجية رقيقة حنون سواء في بلوغها وعلوها أعلى الدرجات في السلم الموسيقي أو هبوطها إلى القرار فهو في كل المحطات والدرجات يتمتع بمستوى واحد ممتاز لا ينقلب ولا يتذبذب يصيب الوجدان بسهم نافذ كما يصيب سهم كيوبيد قلب المحب العاشق). وبناء على ذلك نتمنى إقامة مثل هذا المتحف للمحافظة على التاريخ الفني.


بيت جدي


ونظراً لأهمية المنزل بصفتيه التاريخية والفنية ولاهتمام المجتمع برموز تاريخية في الفن العربي لما تشكله من قيم فريدة غير قابلة للتكرار تم تأهيل هذا المنزل كمتحف للفنانين أسمهان وفريد الأطرش، إلا أن قسم من عائلة آلا الأطرش وخاصة الورثة يعتبرون أن هذا المنزل ملك لجدهم الأمير حسن الأطرش وليس لأسمهان وهو مطوّب باسمه على حد تعبير أحد أحفاده السيد جهاد زيد الأطرش الذي قال لنا: هذا البيت لجدي الأمير حسن الأطرش وليس للأميرة آمال الأطرش (أسمهان). ولقد تحدث إلينا السيد محافظ السويداء علي أحمد منصورة من أجل استملاك هذا المنزل وتحويله إلى متحف للفنانين فريد وأسمهان ونحن وافقنا على هذه الخطوة الرائعة التي ستؤرخ لفنانين عظيمين في تاريخ الفن العربي ولكن شرط أن يكون المبلغ الذي سيدفع للورثة معقولاً ويناسب الجميع، بمعنى آخر أن يتم التعويض بالسعر المماثل للأراضي والعقارات الواقعة حوله كون البيت يقع في مركز المدينة، وأسعار العقارات في هذه المنطقة عالية جداً.
وأضاف السيد جهاد الأطرش: نحن نشجع هذه الخطوة وإقامة هذا المتحف الذي سيضم الإرث الفني لهؤلاء العمالقة وإقامة مسرح بالهواء الطلق لإعادة ما يشبه حفلات شم النسيم التي كان يحييها المبدع فريد الأطرش.


شم النسيم


لقد كان الناس على موعد في كل عام وبالتحديد في الثالث والعشرين من نيسان لاستقبال حفل شم النسيم، ومنذ انطلاقته وحتى وفاة فريد الأطرش كانت أغنية (الربيع) إحدى أهم فقراته الغنائية حتى أن الناس أطلقت عليه حفل الربيع لتغنى على مدار خمسة وعشرين عاماً دون انقطاع فكانت أهم العلامات الموسيقية الشرقية الخالدة في موسيقانا العربية ولم يبق فنان عربي إلا وامتدح هذه الأغنية.
وعيد الربيع أو شم النسيم و أقدم احتفال شعبي عرفه التاريخ بداية من قدماء المصريين منذ أكثر من خمسة آلاف سنة فجذوره فرعونية وامتد عبر العصور وأضيفت له طقوس ودخلته معتقدات أخرى، ولم يكن الاحتفال بعيد الربيع لدى قدماء المصريين مجرد احتفال ترفيهي يهتم فيه القدماء بالخروج إلى الحدائق وتناول المأكولات المرتبطة بهذه المناسبة والتي يرمز كل منها إلى اعتقاد معين لديهم بل هو احتفال ديني وروحي أيضاً حيث كانوا يتصورون كما ورد في بردياتهم المقدسة أن ذلك هو أول الزمان أو بدء خلق الكون وأطلقوا عليه الكلمة الفرعونية (شمو) أي عيد الخلق أو بعث الحياة، وتعرض الاسم للتحريف على مر العصور وأضيفت إليه كلمة (النسيم) لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو وطيب النسيم وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمنتزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة، وتعوّد المصري القديم أن يبدأ صباح هذا اليوم كما جاء في البرديات القديمة إهداء زوجته زهرة من اللوتس وكان القدماء يطلقون على هذا اليوم عيد الربيع وترتبط أعياد المصريين دائماً بالظواهر الفلكية وعلاقتها بالطبيعة ومظاهر الحياة التي يعيشونها.
ومن المعروف أن لشم النسيم أطعمته التقليدية الخاصة وما ارتبط بها من عادات وتقاليد وأصبحت جزء من الاحتفال بالعيد نفسه والتي انتقلت من المصريين القدماء عبر العصور لتفرض نفسها على أعياد الربيع في أنحاء العالم القديم والحديث حيث تشمل قائمة الأطعمة المميزة لمائدة شم النسيم البيض والفسيخ والبصل والخس، حيث بدأ ظهور البيض على مائدة أعياد الربيع مع بداية احتفال المصريين بشم النسيم وهو عند القدماء المصريين يرمز إلى خلق الحياة بخروج الحياة من البيض وكانوا ينقشون عليه الدعوات والأمنيات بألوان مستخلصة من الطبيعة ويجمعونه في سلال من زعف النخيل الأخضر ويتركون في شرفات المنازل أو يتم تعليقها على فروع الأشجار بالحدائق حتى يتلقى بركات نور الإله عند شروقه فيحقق دعواتهم.


وقد أخذ العالم عن مصر القديمة أكل البيض في شم النسيم فصار البيض الملون هو رمز عيد الفصح الذي يتزامن مع شم النسيم وقد اشتهر عن الملكة ماري ملكة اسكتلندا أنها كانت ترسل إلى أصدقائها في عيد الفصح البيض الملون المصنوع من الحلوى، أما الملكة فكتوريا فكانت ترسل لأصدقائها بيضاً حقيقياً مسلوقاً وملوناً ومنقوشاً عليه بعض الأقوال المأثورة التي كانت تهواها.

أما البصل فقد ظهر ضمن الأطعمة التقليدية للعيد أيام الأسرة السادسة وارتبط ظهوره كما ورد في إحدى برديات أساطير منف القديمة التي تروي أن أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد أصيب بمرض غامض أقعده عن الحركة لعدة سنوات وعجز الأطباء والكهنة في معبد منف في علاجه.


ولجأ الفرعون إلى الكاهن الأكبر لمعبد أون معبد إله الشمس والذي أرجع سبب مرض الابن إلى سيطرة الأرواح الشريرة عليه وأمر بوضع ثمرة ناضجة من البصل تحت رأس الأمير بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ كما علق على السرير وأبواب الغرف في القصر أعواد الأخضر لطرد الأرواح الشريرة وعند شروق الشمس قام بشق ثمرة البصل ووضع عصيرها بأنف الأمير الذي شفي تدريجياً من مرضه ومنذ ذلك الوقت اعتبره الفراعنة من النباتات المقدسة.
أما الخس فهو من النباتات المفضلة التي تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها وعرف ابتداءً من الأسرة الرابعة حيث ظهرت صوره في سلال القرابين بورقه الأخضر الطويل.

" المرأة الإيرانية " نزع لغطاء الرأس ... ولو سراً


مالك أبو خير

(نشرت على موقع كلنا شركاء)

تعتبر الأحداث القادمة من الجمهورية الإيرانية الشغل الشاغل لمعظم وسائل الإعلام العربية والغربية، لكون ما يجري يعتبر سابقة لم تحدث في هذه الجمهورية العظمى منذ قيام الحكم الإسلامي بها وحتى يومنا هذا.
فقسوة الأحداث والتصادم العنيف الحاصل بين القوات التابعة للنظام الإيراني والمتظاهرين تصدرت اغلب الأوقات التلفزيونية للكثير من وسائل الإعلام العربية والغربية، ولدرجة أن بعض هذه الوسائل خصصت جزءاً كبيراً من نشراتها الإخبارية لنقل الصور الواردة تباعاً عبر المواقع الكترونية المعارضة للنظام الإيراني، وفتحت باب النقاش لساعات عن تجربة جديدة في المجتمع الإيراني بدأت في ظهور أصوات معارضة لنظام ديني لطالما كانت سلطة الله العليا هي يده الضاربة على الأرض.


لكن البعض الآخر وجد أن هذه الانتخابات كانت بداية لانطلاقة جديدة للمرأة الإيرانية لم تشهدها منذ صعود السلطة الدينية إلى حكم البلاد بعد سقوط حكم الشاه، والتي فرضت منذ تسلمها مقاليد الحكم قوانين حددت حركة المرأة ضمن طوق من الأحكام الدينية يمنع تخطي خطوطها الحمراء تحت أي بند من البنود.


هذه الانطلاقة تمثلت بالعديد من النواحي أولها بشخص الدكتورة "زهرا رهنورد" زوجة المرشح الإصلاحي " مير موسوي " والتي أكدت خلال عدد من اللقاءات التلفزيونية أن "نزعها للحجاب سيكون تدريجياً"، وذلك كدلالة على بداية حملة تنادي بتحرر المرأة والحصول على حقوقها الضائعة بين سراديب السلطة الدينية، الأمر الذي كان من أهم الأسباب لوقوف المحافظين بوجهها ومهاجمتها بتهم مختلفة كان الكفر والخروج عن مبادئ الدين والتقلد بالغرب أهمها.


وعلى ما يبدو أن نزع الحجاب التدريجي لم يقتصر على زوجة المرشح الإصلاحي وحدها، بل امتد إلى اغلب الفتيات المتظاهرات والذين نالوا قسماً كبيراً من العنف الدائر بين الطرفين المتخاصمين، وتعتبر الصور ومقاطع الفيديو الواردة عبر الشبكة العنكبوتية خير دليل على ذلك، فقد عرضت إحدى هذه الأفلام مقطعاً لعدد من حراس النظام الإيراني وهم يتعدون بالضرب عبر عصيهم الغليظة على فتاة جامعية مشاركة في إحدى التظاهرات الطلابية فيما تقوم هي بالدفاع عن نفسها و الرد عليهم من خلال لافته تحمل عليها عبارة ( نريد نساء إيران حقوقنا)، فيما وضحت لنا الكثير من الصور الواردة حجم العنف الجسدي التي لاقته الفتيات المعتصمات في شوارع طهران وفي داخل غرفهم الجامعية وصلت إلى حد حدوث تشوهات في وجوه البعض ووفاة واحدة "بحسب ما ارودته التقارير".


صراع في الشارع وضمن الشبكة العنكبوتية:


بعد إحكام السلطات الإيرانية زمام سيطرتها على حركة وسائل الإعلام المحلية والعالمية المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد، أصبح الانترنت ومواقع المعارضة التابعة للمرشح المعارض " مير حسين موسوي " المنفذ الوحيد لنقل الأخبار وتداولها عبر وسائل الأعلام، معتمدين سياسة الشبكات البشرية التي تعمل على نقل مجريات الأحداث للخارج بالصوت والصورة.


الملفت بالأمر هو التواجد الكبير للمرأة الإيرانية على هذه الشبكات، وعملها المتواصل على تدوين الإخبار والمشاهد الحية للإحداث الواردة عبر الهواتف النقالة والكاميرات الشخصية، والتي اعتبرها الكثير من هؤلاء الفتيات وسيلة هامة لنقل معاناتهم للخارج وتوضيح صورة المرأة الإيرانية الحقيقة والتي كانت وما زالت ترفض نظام القوانين الدينية المفروضة على حياتيها اليومية.


فقد صرحت إحدى الفتيات المتواجدات على موقع المرشح الإصلاحي " مير موسوي" أن مخاطرتها مع الكثير من زملائها في نقل الأحداث وتدوينها ليس لاقتناعها بفكر مرشحها الإصلاحي فقط، بل لكونها ترى أن اعتماده لحقوق المرأة الإيرانية ونفض الغبار عن حقوقها المطوية ضمن قوانين السلطة الدينية الدافع الأكبر في هذه المخاطرة.
في حين تقول أخرى:" ذوباننا ضمن قوانين السلطة الدينية الحاكمة حولنا لمجرد تابعات لخطابات دينية تحرك حياتنا كل يوم جمعة كما تشاء، جاعلة من القماش الأسود ستاراً نختبئ خلفه إلى الأبد، وهذه الحركة برائي ستكون الدافع الأول لنزع هذا القماش الأسود الذي طالماً كان سبباً هاماً في تبعيتنا لسلطة ذكورية اعتمدت الدين لفرض أهوائها وأرائها علينا".


ولعل الحجاب كان العنوان المشترك بين المظاهرات والقابعات خلف الشبكة العنكبوتية لما يشكله من عبء ثقيل بنظرهم على حياتهم اليومية وأسلوب أدائهم الحياتي لكونه مفروض بأمر من السلطة الدينية الحاكمة في البلاد، فقد أظهرت إحدى الدراسات الصادرة قبل انطلاق المظاهرات الحالية في إيران عدم اقتناع أكثر من 40% من النساء الإيرانيات بالحجاب المفروض عليهم، ولدرجة ذهب البعض لاعتباره وسيلة من وسائل النظام الحالي لتحويلهم لمجرد أغنام تسير خلف جلادها.


ولكن في النهاية ... وبغض النظر من هو الفائز في هذه الانتخابات، ومن هو الرابح في نهاية هذه الثورة المنطلقة في شوارع العاصمة طهران، فإن المرأة الإيرانية استطاعت بشكل أو بأخر إعلان فوزها على جميع من ألبوسها ثوبها الأسود لسنوات طويلة، من خلال التجرؤ ولأول مرة منذ زمن طويل في مواجهة نظام الدين وسلطة الذكر المختبئة خلفه، ولعلها بدأت تذهب نحو نزع حجابها ... ولو سراً.
نشرت على موقع كلنا شركاء:

بدلاً من خدمة المشاة..نفق البرامكة مخصص لصور نانسي وهيفا


مالك أبو خير

مشروع بلغت تكلفته الملايين من الليرات السورية، وذلك بهدف تأمين سلامة المواطن وعبوره بشكل آمن بين كلية الحقوق والجهة المقابلة لها والتي تشهد ازدحاماً شديداً للسيارات في أغلب أوقات اليوم لكونه عصب رئيسي للعاصمة دمشق.

نفق البرامكة ... وبعد الانتهاء من العمل به وبدلاً من وضعه في خدمة المواطن، ومن دون أن نقوم بالحديث عن معاناة المواطن التي تمثلت في قطع الطريق طوال ثلاثة أشهر في سبيل حفر هذا النفق وانجازه، تفاجئنا بوضعه تحت خدمة أناس آخرين يسرحون به عبثاً مشوهين معلماً حضارياً في أهم منطقة بدمشق.

معرض لبيع للصور:

النفق وبعد إغلاق بواباته بقرار من محافظة دمشق، تحول إلى مستودع لبيع صور الفنانين والمجلات الفنية، ليتحول أسفل الدرج كمستودعات لهؤلاء الباعة، وكأنه ملكهم الخاص، فإذا ما حاولت الاقتراب لتصوير ما يخزنوه في الأسفل سيهاجمونك بعبارات غير لائقة مع اتهامات منهم بأنك السبب في قطع أرزاقهم .

فضلاً أن هذه المستودعات لا تقتصر ملكيتها على بائعي الصور وحدهم، بل يشاركهم بها أصحاب البسطات الذين يأتون بعد العاشرة ليلاً والذي يقدر عددهم بأكثر من (20 بسطة) تمتد على طول الطريق المحاذية للنفق وحتى وكالة سانا.


حمامات عامة ... ومجانية:

بمجرد مرورك بجانب النفق، وتحديداً في الجهة المقابلة لكلية الحقوق تشتم رائحة كريهة منبعثة من أسفل الدرج والتي تحولت إلى مكان لقضاء الحاجات للعامة، بالرغم من وجود حمامات مأجورة وبأسعار زهيدة أسفل الجسر.

هذا بالإضافة لتحوله كمخبأ لعدد من الأطفال المشردين ومكان لمنامتهم، ودونما أي مسائلة من أحد، بحيث تجدهم في ساعات الصباح الأولى أسفل الدرج نائمين بأغطية من ألواح الكرتون التي يتركها أصحاب البسطات.


لحين انتهاء الصيانة:

مجلس المحافظة بدمشق وعند سؤالنا عن سبب الإهمال لهذا النفق أكد لنا أن الموضوع بيد قسم الصيانة لكون النفق الآن غير صالح لوضعه قيد الخدمة!.

رغم محاولاتنا الكثيرة للقاء أحد المسؤولين بهذا القسم، لم نحصل إلا على بعض المعلومات ومفادها أن قرار وضع النفق بالخدمة متوقف لحين انتهاء أعمال الصيانة وتصليح الأضرار التي يعانيها، مع العلم أن العديد من القاطنين بجانب النفق وأصحاب البسطات أنفسهم قد أكدوا لنا عدم قدوم أي من فرق الصيانة للنفق منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

ولحين انتهاء الصيانة ... لابد لمجلس المحافظة أن يتدخل لوقف الاستخدام غير المسؤول للنفق من قبل بعض أصحاب البسطات (المتنفذين)، ومنع تحول هذه الخدمة الحضارية إلى مكان يأوي كل من هب ودب.

نشرت على موقع حكاية سورية:

18 يونيو، 2009

عالقة بين ثلاثة دول.. طفلة بانتظار قرار اعتراف والدها بها



مالك أبو خير

"أحلام" مواطنة عراقية كغيرها من العراقيين ... هي ضحية من ضحايا الحرب القائمة على أرضهم، هربت إلى دمشق بعد زواج قصير لم يدم أكثر من ثلاثة أشهر، فقد ُقتل زوجها الذي يعمل في سلك الشرطة على أيدي رجال ميليشيا "جيش المهدي" التي تعتبر كل من يعمل في سلك الشرطة عميلاً وخائناً يستحق الموت.
في دمشق أصبحت أحلام غريبة تماماً فهي لا تعرف من طرقاتها ولا سكانها من يدلها طريق العودة لمنزلها الذي استأجرته في إحدى ضواحي العاصمة إن تاهت يوماً عن العودة إليه. لكن دمشق تبقى ملاذا يقيها أن تلاقي مصير زوجها.

في دمشق أيضا كانت حياة جديدة بانتظارها لم تألفها سابقاً، فتوجهت للبحث عن عمل لتغطية احتياجاتها، ضمن ورشات الخياطة وغيرها من المهن اليدوية لتأمين مصاريف الإيجار واحتياجاتها اليومية معتمدة على المردود المادي البسيط التي كانت تحصل من تلك المهن.



الحمل بداية المشكلة



تجربة زواج جديدة أخرى كانت بانتظار أحلام عندما تزوجت من شخص سعودي يعمل بين سورية والسعودية، إذ لم يكن لديها خيارات أخرى تحميها مما هي فيه، فتزوجته على الرغم من الشروط القاسية التي
فرضها كأن يكون هذا الزواج سراً حفاظا على حياته العائلية، وتفادياً للمشاكل التي قد تسبب له من قبل زوجته وأولاده عند معرفتهم بهذا الزواج.
في بداية هذا الزواج كانت الأمور بأفضل أحوالها من اتصال متواصل للاطمئنان على أحوالها، ومبلغ مادي جيد يرسل لها كل شهر يكفيها ويؤمن احتياجاتها، لتنقلب الأمور رأساً على عقب بعد علمه بأمر حملها. فالرجل الذي انتشلها مما هي فيه كما صور لها الأمر، لن يقبل فكرة إنجاب طفل من زواج لا يعني له أكثر من الاستمتاع ولن يسمح بجعله عبئاً هو بغنى عنه.
المشكلة الحقيقية بدأت عندما رفض العودة إلى سورية، ثم طالبها بإجهاض الجنين، وعندما رفضت توقف عن الاتصال بها تاركاً إياها تلاقي مصيرها ومصير جنينها وحيدة.
تقول أحلام: "بعد ولادة طفلتي تمكنت من الاتصال به وأخبرته بأمر إنجابي فرفض تحمل مسؤولياته، تجاه وليدته، وطلب مني عدم محاولة الاتصال به مجدداً، على الرغم من أني لم اطلب منه أكثر من الاعتراف بأبوته للطفلة كي أتمنك من استخراج جواز سفر سعودي لها يمكنني من العودة بها إلى العراق في حال قررت العودة. لأنه من غير المسموح لي العودة بها من غير جواز سفر خاص بها؟.



متاهة السفارة



بعد طول انتظار التقت أحلام السفير السعودي و شرحت له ما حصل لها، وبدلاً من أن يوجهها للطريق الصحيح ويساعدها في مشكلتها كان جوابه " هذا شأنك وليس شأني " ... فالقوانين لا تسمح لي بمساعدتك .. لابد من السفر للسعودية وتسجيل الفتاة هناك ومن ثم الحصول على جواز السفر" ... جواب اشترك به أيضاً السفير العراقي، رافضاً تقديم التسهيل لها بإدخال ابنتها للعراق، رغم امتلاكها كافة الأوراق القانونية التي تثبت أمومتها لها...
" هذا شأنك وليس شأني "... جواب اشترك به الجميع ...بدأ من زوجها والسفيرين، وإلى كل توجهت له على أمل مساعدتها للتخلص من الدوامة التي بات لاحل لها إلا بإتباع اسلوب التهريب عبر الحدود متحملة كافة المخاطر الناتجة عنها.

وضع محرج ... وألم في انتظار لحل أقوى من ألم المشكلة نفسها .. فـ"أحلام" تعيش الآن ضمن غرفة من أربعة جدران وبحالة مزرية... مع طفلة لم تتجاوز السنة من عمرها وحالة مادية وصلت حد الهاوية منعتها من تأمين أغلب مستلزمات طفلتها من حليب وغيره ..معتمدة على ما يأتيها من مساعدات من المحيطين بها في الوقت التي تحتاج لكل الرعاية والاهتمام، فيما الأب رفض أن يلبس ثوب الأبوة والإنسانية ولو للحظة واحدة ليتحمل مسؤولية زواجه، ليكون قرار العودة لوطنها متوقفاً على تفاصيل روتينية ومزاجيات القائمين على الموضوع.




نشرت في مجلة الثرى
http://www.thara-sy.com/thara/modules/news/article.php?storyid=640

حديقة البيئة بدمشق تطلق اليوم العالمي للمرأة المطلقة

مالك أبو خير

نظرة سلبية... وحصار من الأهل و المجتمع .. سهام مصوبة وتهم جاهزة لكل تصرف من تصرفاتهم.. هذا هو حال كل امرأة مطلقة أو أرملة في مجتمعنا الشرقي. فكرة .. انطلقت من الهند .. في ذكرى وفاة والد مؤسس جمعية " راج لومبا" الذي رحل تاركاً زوجته الوحيدة في السابعة والثلاثين من العمر لتربي سبعة أطفال صغار .. ضمن معاناة اجتماعية ومادية شديدة. وقد تركزت فكرة جمعيته على مساعدة النساء الأرامل الفقيرات وتحديداً في عدد من بلدان العالم النامية اللواتي لا تتيح لهن أوضاعهن توفير الرعاية والدعم الكافي للاطفالهن.
أفكار ومبادئ الجمعية وصلت لدمشق على أمل تطبيقها كما انطلقت .. واختراق العادات والتقاليد التي التفت حول عنق المرأة ... مسلطةً الضوء على معاناتها التي استترت تحت بساط العادات والتقاليد .. وحرمة الأهل والعائلة.
ثلاث جمعيات حقوقية تبنت الفكرة .. وعملت جاهدة لتأمين أرضية مناسبة لها على ارض الواقع .. من خلال اختيار حديقة البيئة بدمشق، جمعية بداية "مؤسسة خاصة غير ربحية"... والمعنية في دعم وتحفيز الشباب ذوي الدخل المحدود كانت نقطة الانطلاق نحو تفعيل الفكرة داخل سوريا هي من بادرت بطرحها بالتعاون مع جمعية الشباب العالمية واحتضان من جمعية البيئة السورية.


- الشجرة المقدسة:


شجرة زرعت في وسط حديقة البيئة، كتعبير عن الأمل وتزرع في عيد الميلاد، تم اختيارها لتنمو على أمل أن ينمو معها قضية كل امرأة أرملة أو مطلقة، دون أن يكون النسيان مصيرها كباقي القضايا الإنسانية في مجتمعنا الذكوري، وسط شموع حملت على أيدي المشاركين، وهمسات هنا وهمسات هناك من النساء المشاركين كانت ترسل إلى إذن وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل "ديالا حاج عارف" أملاً في إطلاق مبادرات حكومية تساهم في تخفيف معاناتهم.
الوزيرة وكعادتها ردها كان متعاطفاً ... ومؤيداً ... وملازماً.. ومناصراً لقضيتهم مع تأكيدها أن قامت به وزارتها العتيدة كان كافياً لتأمين احتياجاتهم واحتياجات أي امرأة في البلاد.
"أم أحمد" أرملة حسب المواليد المسجلة على هويتها فهي الخامسة والثلاثين من العمر ... لكن تقاسيم وجهها تدل على إبحارها في الخمسين من العمر وأكثر....
توفي زوجها تاركاً لها طفلين ... الأول بات الآن في الخامسة عشر من العمر ويعمل عاملاً في إحدى محلات العصير بعد أن رحل عن مقاعد دراسته، فيما الثاني يعاني من إعاقة ذهنية .. بانتظار مد يد العون له لتأمين المكان المناسب لمثل حالته.
الدموع لم تفارقها طوال حديثي معها ... ضغط متواصل من الأهل والمجتمع على تحركاتها رغم تأكيدها بأن الأنوثة قد هجرتها لقسوة الظروف ومرارتها.. وتهم هنا .. وغمزات هناك عند ذهابها وإيابها .. وعند كل احتجاج لها .. يكون إسكاتها بجملة "أنت أرملة".
هذه الجملة كانت محط اعتراض جميع الحاضرين... لكونها تحولت في بعض أماكن مجتمعنا إلى مذلة أو إهانة تطوق عنق المرأة ومستقبلها.. وتحيط أيامها بجدار فاصل عن كل ما يجاورها.
"هدى" حضرت مع طفليها... طالبة من عدد من المختصين في قضايا المرأة تحديد هوية قضيتها... زوج هجرها منذ خمس سنوات، لاهثا خلف نزواته النسائية سالكاً طريق التعاطي والإدمان، مدمراً عائلةً بأكملها دون ذرة تفكير .. أو إحساس بمستقبل ما أنجبه من أطفال.
"ماذا أكون .. مطلقة أو أرملة" بدأت قائلةً: فأنا لم أرى وجهه منذ خمس سنوات لكون أوكار الدعارة ومخابئ الإدمان باتت مسكنه، أولادي يعتقدون انه ميت، فيما الحقيقة المرة أراها في عيون كل من يقابلني "فانا زوجة المدمن"، وإذا طلبت الطلاق سيف الأهل كفيل بأن يقطع رأسي لكونه مطلب الإمراة الفاجرة "بنظرهم"، فالمرأة الصالحة هي من تصبر على زوجها وتكون له المعين، ولكل رجل كبوة، والمرأة هي من تدفع الثمن ... والأولاد هم يحصدون نتائجه"كما تقول".


المطلقة والأرملة بين صفحات القانون:


السيدة "باسمة أنور عرابي" باحثة في مجال الأسرة وحقوق المرأة... رأت عدم الإنصاف في نظرة القانون للمرأة الأرملة والمطلقة، والقوانين لم تكن وحدها كفيلة في تحصيل الكثير من حقوقها، مطالبة بإعادة النظر في الكثير من القوانين التي مازلت دون تعديل منذ عام 1964م تاركة المرأة تعتمد على رأفة الزوج في حال كانت مطلقة أو تحت رحمة أهله في حال وفاته.
هذه القضية كانت محط تأييد من عدد كبير من المشاركين ... والمسؤولين الاجتماعيين الذين طالبوا بتعديل شامل لعدد كبير من القوانين الخاصة بالمرأة المطلقة والأرملة.
السيدة "لينا المعصراني مقصوصة" رئيسة لجنة بيت اليتيم كانت من المطالبين بهذه القضية بالذات لكونها على تماس من العديد من الحالات الاجتماعية، وعلى علم بمأساتها ... وعلى يقين أن القانون وحده يوقف تلك المشاكل العالقة.
هذه الفعالية كانت صدراً رحباً للعديد من أصحاب القضايا ... ونقطة انطلاق من قبل الجمعيات الثلاث ومن ساندهم في تفعيل حقوق المرأة ودليلا جديداً على المطالبة بحقوقها هذه المرة .. من المجتمع نفسه .. ومن تفكيره الذي أسرها بين قضبان عيونه التي لاترحم ... والسنة نسي بعضها الرحمة وخوف الله قبل إطلاق أحكامه عليها.


نشرت في مجلة الثرى

"مشروع التغذية المدرسية" الطعام .. مقابل الجلوس على مقاعد الدراسة

مالك أبو خير

"غذاء للأطفال.. ومعونات للأهالي" عنوانين تم ربطهما بعناية، من قبل وزارة التربية لتحقيق هدف واحد ألا وهو الحفاظ على أطفال منعتهم ظروف أسرهم المادية وانتشارهم في مناطق فقيرة من متابعة ما هو حق لهم .. وهو حق التعلم. هذا التعلم الذي بات مشروعاً من الصعب تحقيقه في مناطق يعيش سكانها أوضاعاً مادية صعبة وضعتهم تحت خط الفقر، وأجبرتهم على تجنيد كل فرد في الأسرة للعمل من أجل كسب قوت يومهم...


الوزارة رأت عبر تقديم وجبات غذائية لأطفال تلك الأسرة سيكون من العوامل التي تساعد على تقديم العون لهم أولاً وتخفيفاً لمشكلة التسرب المدرسي المتزايدة نتيجة ارتفاع الفقر وسوء الأحوال المعيشية.
الثرى تابعت المشروع والتقت الدكتور عبد السلام سلامة مدير التخطيط بوزارة التربية والمسؤول عن تنفيذه في الوزارة وأجرت معه اللقاء التالي

- في البداية نرجو أن تعطينا فكرة عامة عن تفاصيل هذا المشروع؟

يهدف "مشروع التغذية المدرسية" وهو الاسم الذي أطلقناه لهذا المشروع إلى تقديم معونات غذائية للأطفال الذين مازالوا في سن الدراسة الإلزامية بهدف الحفاظ عليهم من التسرب المدرسي، وخصوصاً بعد اضطرار أهاليهم لدفعهم نحو العمل بدلا من متابعة تحصيلهم العلمي، وتأتي هذه الفكرة لتقدم البديل عن عملهم بالتعاون مع "صندوق الغذاء العالمي" الذي يساهم معنا في إنجاح هذا المشروع، حيث تم دراسة المناطق الأكثر احتياجاً وفقراً بالتعاون مع هيئة تخطيط الدولة التي قامت برسم خارطة للمناطق الأكثر فقراً في سوريا وتم تحديد المنطقة الشرقية والشمالية التي سيتم انطلاقة المشروع فيها كونها تعاني فقراً يعتبر الأشد ضمن الأراضي السورية وتحديداً "الحسكة والرقة الدير زور وادلب وريف حلب".


كم يبلغ عدد الطلاب المستفيدين من هذا المشروع؟


سيشمل المشروع قرابة 22 ألف طفل في تلك المناطق و سيحصلون على معونات غذائية هي 25 كيلو من الطحين لكل طفل إضافة إلى قطعة "بسكويت" تحتوي على كافة المواد الغذائية التي يحرص المدرس على أن يتناولها الطفل يومياً.
وهذا المشروع أتى بالتزامن مع الاتفاقية التي حول " إحداث التربية للجميع" حيث تعهدت من خلالها بتخفيض نسبة التسرب في المدارس إلى أقل من 1% عام 2015 في سوريا استطاعت منذ إطلاقها قبل 3 سنوات وحتى الآن بتخفيض مستوى التسرب من 4.4 % إلى 2.6% وهذا يعتبر رقماً قياسيا إذا ما قارناه بالمدة الزمنية والصعوبات التي تواجهنا في تلك المناطق النائية.

- هل هذا يكفي لإعانة الطلاب؟

هذه مساهمة من الدولة وليس بإمكان الدولة أن تقدم كل ما تحتاجه الأسرة... فالفكرة الأساسية لهذا المشروع تقوم على جذب الأطفال وتأمين التغذية الملائمة لهم خلال دراستهم وبالتالي مساعدتهم على إكمال حياتهم الدراسية، فضلا عن تأمين بيئة صحية في المدرسة مع كادر تدريسي وصفوف جيدة .. أي توفير كل العوامل التي من شأنها جذب الطفل لمقعده الدراسي الذي رحل عنه لأسباب مادية ومعيشية قاسية.

فهذا المشروع يعتبر جزء متمم لخطة وزارة التربية الإستراتيجية التي تهدف إلى إعادة الطلاب لمدارسهم برغبتهم وبرغبة أهاليهم ونرفع شيئاً من العبء المادي الذي يقع على عاتق الأهل في تلك المناطق الفقيرة.

- هل هناك إمكانية للتفكير بزيادة المعونة الغذائية؟

هذه السنة يعتبر المشروع تجريبي وسندرس مدى نجاحه مع العمل على ملاحظة السلبيات وتفاديها في السنوات اللاحقة، كما سندرس مدى تجاوب الأطفال مع هكذا مشروع وما إذا كانت نسبة التسرب ستنخفض أم لا، فنحن في مرحلة انتقالية ...
نحن بحاجة لوقت لهكذا مشاريع جديدة بالتزامن مع تغير طرائق التعليم ونمط التفكير المعترف عليه سابقاً في المدارس .. وبالتالي فإن كل هذا لن يتم بسرعة في مجال التربية ويظهر تأثيره مباشرة بل يحتاج إلى فترة لظهور نتائجه.


هل هناك أية إجراءات مترافقة مع المشروع لترسيخه؟ أم لا يزال هناك تحديات تواجه وزارة التربية وتهدد بتوقف المشروع؟

الحكومة السورية في الخطة الخمسية العاشرة تعهدت بدفع موازنة التربية فرفعتها في السنة الأولى إلى خمسين بالمائة ومع نهاية هذه الخطة من المفترض أن تصبح 100% أي الضعف فهذه السنة رفعت بمقدار31% وبالتالي هي قابلة للتطوير وتقديم الأفضل لصالح الوزارة ومشاريعها.
لذا بإمكاننا القول أن كل ما يخص وزارة التربية في هذه المرحلة صار له صورة جديدة واضحة تدل على أن هناك تطوير .. والنتائج ستظهر بعد فترة ولو كانت طويلة حيث يمكننا أن نعدد مشاريع التربية في الختام بـ:
- إعادة تأهيل المعلمين
- مناهج جديدة
- استخدام المعلوماتية في التدريس
- متابعة مدارس الخيم والمدارس المتنقلة.

فعندما نقول هناك أكثر من 5 مليون طفل في المدرسة يعني ميزانية ضخمة .. كوادر ضخمة مدربة.. و صفوف حديثة وبالتالي نحن في مرحلة شهدت حوالي أربع سنوات من القفزات النوعية في التربية.

هل يمكن لهذا المشروع أن يتوسع ليشمل مناطق أوسع؟ أن أن ذلك يتوقف على النتائج المتأتية منه؟

أتوقع إذا استطاع أن يثبت المشروع جدواه فسيتمر الحكومة في الدعم لتقديم اللازم لهكذا مشروع، طالما كان قادرا على الوصول للنتائج التي ترجوها الوزارة والدولة فما المانع من متابعة دعمه واستمراره.
فالدولة تسعى جاهدة لتطبيق التعليم الإلزامي في كافة المناطق، ومثل هكذا مناطق تعاني الفقر لن نستطيع فرضه بالعقوبات وإنما من خلال تقديم المساعدات التي تساهم في تشجيع الأهالي لإرسال أطفالهم للمدارس والحصول مقابل ذلك على معونات غذائية تسد حيزا ولو قليلا من العوز المالي الذي يعانون منه، شخصياً أتوقع نجاح هذا المشروع واستمراره ما دام قادرا على تطبيق سياسية التعليم إلزامي، وبشكل يتناسب مع تقديم المعونات التي تساعد على الحد من العوز للعائلات المحتاجة.


تحديات كثيرة تواجه مثل هذا النوع من المشاريع، نظرا لحداثتها كتجربة و حاجتها توفير كادر مؤهل قادر على التنفيذ السليم والأمين في مناطق طالما كان الفقر عنواناً رئيساً لحرمان أطفالهم من الجلوس خلف مقاعدهم المدرسية.


نشرت في مجلة الترى:

المؤتمر السنوي لحالة السكان في سورية



مالك أبو خير

تحت إطار بحث العلاقة بين السكان والتنمية وما لها من تأثير على خطط وسياسات التنمية الاجتماعية واستراتيجياتها، أقيم بفندق "الفورسيزن" بدمشق المؤتمر السنوي لحالة السكان في سوريا، بحضور عدد كبير من الشخصيات الحكومية والجمعيات الأهلية من مختلف المحافظات السورية، حيث ناقش المؤتمر السبل في تطوير الوعي بالعلاقة الأساسية بين السكان والتنمية، وتشكيل الرؤية المتكاملة لأبعاد الواقع السكاني في سورية، مع العمل على وضع الأسس المناسبة للتوجهات المستقبلية في إدارة الموارد البشرية والسياسات التنموية الشاملة والمستدامة على المستوى الوطني والإقليمي.

كلمة المؤتمر بدأت بكلمة السيد رئيس مجلس الوزراء ناجي عطري الذي أكد على أهمية هكذا مؤتمر لكون الموضوعات التي يناقشها تشكل مقاربة هامة حول القضايا ذات الصلة بالمسألة السكانية والمنبثقة عنها، والتي تعتبر الأهم لما تتطلبه معالجة بدأ من التوجهات والإجراءات وسياسات التنظيم للمسألة السكانية، كذلك الحد من الآثار السكانية الناجمة عنها، الأمر الذي أكدته المهندسة "سيرا استور" رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والتي اعتبرت المسألة السكانية من أهم مفاصل العمل لدى الهيئة نظراً لارتباطها الوثيق بدعم الأسرة السورية وتحسين مستوى معيشتها وبالتالي تعميق تماسكها وحمايتها، كما وضخت السيدة " استور" انه وبحسب التقديرات لحالة السكان في سوريا فان حجم السكان في سوريا سيزداد حتى العام 2025 بما يناهز عشرة ملايين نسمة على الأقل وهذا سيكون له تأثيره الكبير على مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية فضلاً لانخفاض حصة الفرد من الناتج والتشغيل مع ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض في مستوى قدرة الاستيعاب مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات البيئية وتزايد الضغط على استهلاك الموارد البشرية والخدمات التنموية الأساسية من تربية وتعليم وصحة ونفط وغيره...
من جهته قدم الأستاذ جمال باروت عرضاً مجملاً لتقرير حالة السكان أكد من خلاله انه ولأول مرة تم إدماج مفهوم السكان بالتنمية الاجتماعية ويجري الحديث عن الهيئة الديمغرافية وتعتبر من أحدث المفاهيم السكانية والتي تثبت أن النمو السكاني ليس شراً مطلقاً في مجمله. وأضاف أن التقرير تم بمجهودات وطنية بالتعاون مع خبراء صندوق التنمية وشاركت فيه مختلف الفعاليات وإنه أعد وفق منهج علمي. وأمل باروت أن يصبح هذا التقرير مرجعاً علمياً للمهتمين بقضايا السكان.
بدوره عرض الدكتور "مدين علي" التقرير الاقتصادي الأول لحالة السكان في سورية مؤكداً أن النمو الاقتصادي يعد من المؤشرات الأساسية التي يتم استخدامها أو الاعتماد عليها للوقوف على مستوى الأداء أو الإنجاز الاقتصادي للدولة، مضيفاً: إن ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي يعكس تحسناً أو تزايداً في الناتج المحلي الإجمالي خلال فترة زمنية معينة.
وأكد الدكتور "علي" إلى أن الاقتصاد السوري شهد معدلات نمو متباينة خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن معدل النمو الاقتصادي بالأسعار الجارية شهد تطورات مختلفة إذ ارتفع من 4.3% عام 2002 إلى 18.3% عام 2004 ثم انخفض إلى 18% عام 2005 ليهبط قليلاً إلى 14.6% لعام 2006. بينما استقر معدل النمو بالأسعار الثابتة بين 4.5% و6.5% خلال الأعوام من 2000 إلى 2006 باستثناء عام 2003 حيث هبط إلى 1.1% مبيناً أن الفجوة واضحة بين معدل النمو بالأسعار الثابتة ومعدل النمو بالأسعار الجارية وخاصة منذ بداية عام 2004.

نقاشات وهموم المحافظات:




عقد بعد ذلك بحضور وفود من مختلف المحافظات السورية، نقاشات مع المسؤولين عن أهمية هذا المؤتمر وعن أهم الهموم السكانية التي تعانيها هذه المحافظات وذلك للأخذ بها كتوصيات في البيان الختامي، والتي تركز معظمها عن الهجرة الغير منظمة من الريف إلى المدينة حيث يكمن التجمع الأكبر منها في منطقة ريف دمشق و العاصمة دمشق، كما تم طرح موضوع الفقر المنتشر في الأرياف السورية والناتج "حسب قول المعنيين" عن عدم وصول المشاريع الاستثمارية إليها وارتفاع مستوى البطالة وسوء الحالة الزراعية لدى الكثير من المزارعين، فضلا إلى التطرق لمواضيع اجتماعية أخرى كالزاوج المبكر لدى العديد من المجتمعات السورية والتركيز على مبدأ حقوق الطفل وتطبيق البنود الخاصة به بشكل فعلي بعيد عن الخطابات الإعلامية فقط، كما تم طرح مجموعة من الأفكار اشتركت بها جميع الوفود كان أهمها إعفاء القروض الخاصة بالفقر من الفوائد مع العمل على مكافحة الفقر المنتشر عبر توزيع الناتج المحلي وزيادة الاستثمارات التي تصل إلى الأرياف الفقيرة والبعيدة.
البيان الختامي للمؤتمر ووفقا لمصادر من الهيئة السورية يحتاج إلى الكثير من العناية قبل إصداره من أجل الأخذ بجميع الأفكار الهامة والطروحات المتعددة التي تم التطرق لها في المؤتمر وعدم تجاهلها. الأمر الذي يتم العمل عليه حالياً في الهيئة وستعمل مجلة الثرى على نشره حال الحصول عليه.






نشرت في مجلة الثرى:



" سورية أســرتنا الكبيرة " ... هل تعيد النظر مجدداً بوضع الأسرة السورية

مالك أبو خير



أطلقت الهيئة العامة لشؤون الأسرة بمناسبة يوم الأسرة العالمي حملة وطنية بعنوان " سورية أسرتنا الكبيرة " عبر كافة وسائل الإعلام المطبوع والمرئي والمسموع إضافة إلى المواقع الكترونية واللوحات الطرقية حيث يتم من خلالها طرح العديد من الأسئلة والاستفسارات تساعد في جمع عينات استطلاعية حول وضع المواطن السوري و من جوانب عديدة.

أهداف هذه الحملة تتخلص بطرح عدد من التساؤلات بهدف معرفة الأوضاع المعيشية للأسرة السورية الاقتصادية منها والصحية والتعليمية ومدى تأثير الإصلاحات الاقتصادية التي أجريت مؤخراً على هذه الجوانب ومقارنتها قبل هذه العملية الإصلاحية، بالإضافة معرفة أولويات الأسرة السورية ومشكلاتها الحالية ورصد توقعاتها بخصوص أوضاعها المعيشية مستقبلاً.
الدراسة من حيث الشرائح المستهدفة وحجم التساؤلات المطروحة ضمنها كبيرة وتستحق المتابعة والتعاون من قبل الجهات الإعلامية، لكونها تسعى إلى معرفة أهم الإشكاليات والصعوبات التي تواجهها الأسرة السورية ومن مختلف المناطق والشرائح بدأً من المدينة وصولاً إلى البدو الرحل في أطراف المناطق النائية، بحيث تقوم بدراسة البنية الديمغرافية لهذه الأسر ومعرفة همومها وطرحها في الدراسة النهائية.


وضع الأسرة المادية... هو الأهم:


الوضع المالي للأسر السورية والتي تعاني معظمها من تدني في مستوى الأجور فضلا إلى عدم توفر فرص عمل دائمة واعتماد نسبة لا بأس بها قد تصل خمس العاملين في السوق السورية على أعمال مؤقتة أو موسمية والتي لا تعتبر مصدر دخل دائم لهم أهم نقاط الحديث التي تناولها الدكتور أكرم القش عضو مجلس إدارة الهيئة السورية لشؤون الأسرة خلال الندوة، مؤكداً على أهمية العنصر المادي في تماسك الأسر وما له من أهمية في منع حدوث خلل في توازنها والتي تتمثل في اضطرار العديد من الآباء للعمل خارج القطر في سبيل تأمين دخل مناسب لأسرهم وبالتالي تحمل الأم مسؤولية التربية وحدها، كما أكد أيضاً على أهمية الدور التعليمي والثقافي في تنشئة الأولاد والتي لابد من تركيز الجهود نحو بناء جيل متماسك ثقافية وتعليمياً.


نقاط لابد من منها:


المشاركين في الندوة التي أقيمت في قصر العظم بدمشق بمناسبة انطلاقة هذه الحملة كان لهم مجموعة من التعليقات والملاحظات والتي لا يجب بنظرهم أن تقتصر فقط على الوضع المادي لهذه الأسر فقط وإنما تسعى إلى التعمق في مشاكل هذه الأسر وما يواجهونه من تحديات اجتماعية فرضتها الظروف الحالية.
" هدى " طالبة تمريض في السنة الثانية أكدت أن الحملة يجب أن تأخذ ضمن أبعادها الاختلاف الكبير بين الريف والمدينة، والعمل على تحقيق توازن حقيقي بين الاثنين من حيث الخدمات ومستوى التعليم، وما دام التماسك الاجتماعي للأسر السورية هو من أهم أهدفها فلا بد من الحديث عن وضع الشباب الخارجين من الريف وما يجدونه من تصادم كبير عند قدومهم المدينة، فمثلاً اغلب فتيات الريف ونتيجة للانغلاق الكبير الذي تعيشه معظم الأسر هناك يجدون أنفسهم أمام أجواء جديدة في المدينة تكون خارجة عن نطاق مفهومهم الثقافي والتربوي وبالتالي يصبحون عرضة للضياع والانحراف، وهنا لا بد (برأيها) من القيام بحملة توعية برأيها للأرياف والعمل على تحقيق التوازن الفكري بشكل متواز مع المدينة.
هذا الانغلاق تحدثت عنه الطالبة " نيرمين " في السنة الأولى تمريض، والتي تجده سبباً رئيسياً في عدم معرفة الفتاة في الريف لحقوقها بشكل كامل، وبالتالي خضوعها للشروط والمعايير الاجتماعية المنصوص عليها من قبل هذه المجتمعات الريفية.


مما لاشك فيه إن عمل هذه الحملة يدل على أهمية العمل على تحسين شؤون الأسرة والعمل على تحقيق نهضة وتماسك اجتماعي متوازٍ لما تشهده الساحة العالمية من موجات فكرية خاطئة وصعوبات مادية باتت تتغلغل ضمن شريان الأسر السورية والتي بات قسم لا بأس به منهم تحت خطوط الفقر، ولكن وهنا سؤال يسأل دوماً هل ستكون هذه الجملة مجرد دراسة عابرة توضع نتائجها ضمن أدراج مكاتبهم الحكومية أم ستسعى الحكومة جاهدة لتطبيق كل التوصيات التي ستسفر عنه هذه الدراسة.


نشرت في مجلة الثرى:

يارا صبري ... تتجه نحو الكتابة الدرامية إلى جانب التمثيل



مالك أبو خير


بعد انطلاقة تلفزيونية بدأت في منذ فترة التسعينيات، حققت خلالها وجوداً متميزاً على الساحة الفنية والدرامية السورية تتوجه الفنانة السورية "يارا صبري" نحو الكتابة الدرامية، وهذا ما أعلنته في الندوة التي أقيمت في المركز الثقافي العربي بالعدوي تحت عنوان الدراما السورية بين النص الأدبي والنص الدرامي التي شاركت بها الفنانة صبري إلى جانب الكاتبين حسن م يوسف وخطيب بدلة.

حيث تم النقاش خلالها عن وضع الدراما السورية وهمومها، وتحدثت الفنانة يارا صبري عن تجربتها الأخيرة في الكتابة الدرامية عبر تجربتين الأولى كانت بالتعاون الدرامي والإشراف على النص الذي كتبته الكاتبة ريما فليحان لمسلسل "قلوب صغيرة"، فيما الثانية كانت كتأليف وكتابة لمسلسل "قيود عائلية" بالتعاون أيضاً مع الكاتبة ريما فليحان والذي أصبح جاهزاً للتصوير.

وأكدت الفنانة "يارا" أن طرح هموم المجتمع ونقل مشاكله الإنسانية هو أهم ما سيميز كتاباتها ونصوصها الدرامية، لكونها من أهم الأمور التي تؤرقها كفنانة مهتمة بواقع المجتمع والتطورات السلبية أو الايجابية التي يمر بها، ودونما أي تخلي عن مهنة التمثيل التي تعتبرها نقطة البداية والأساس في توجهها نحو الكتابة، تاركة تقييم أعمالها الكتابية للمشاهد الذي يعتبر بنظرها صاحب القرار الحقيقي في نجاحها أو فشلها.

وفي تصريح لـ" حكاية سورية " أكدت الفنانة السورية على أهمية نقل معاناة المرأة وهمومها عبر النصوص الدرامية لكونها من المهتمين في قضايا المرأة، معبرة عن أسفها لعدم اتساع نسبة المسموح به للحديث عن هذه القضايا ولأسباب لا تعود للرقابة المفروضة من قبل لجنة الرقابة التلفزيونية فقط وإنما من قبل المجتمع نفسه الذي سيرفض الكثير من الطروحات التي من شأنها تحصيل حقوقها.

ورداً عن سؤالنا عما تتناقله الوسائل الإعلامية عما يدور في كواليس مسلسل باب الحارة ترى الفنانة "يارا" أنه من غير الصحي تغيير الممثلين في المسلسلات التي تتكون من عدة أجزاء كمسلسل باب الحارة لكون المشاهد قد اعتاد على هذه الشخصيات ورسخت ملامحهم ضمن ذاكرته فضلاً أن الممثل نفسه يكون في الأجزاء الأولى قد تعمق في أداء الشخصية ومارسها بكل حواسه وبالتالي سيكون الأفضل في تقديمها حتى النهاية.

ومن الجدير بالذكر أن الفنانة يارا صبري تقوم حالياً بتصوير مسلسلها الجديد ( قلوب صغيرة) الذي يتم تصويره بمشاركة عدد من الفنانين السوريين أمثال سلوم حداد، منى واصف، أمل عرفة، ليلى جبر، شكران مرتجى، ضحى الدبس ، ماهر صليبي، تاج حيدر وآخرون.




نشرت على موقع حكاية سورية:
على موقع يارا صبري:

17 يونيو، 2009

نحن السوريين الأرمن: لن تجد من لا يعمل بيننا




مالك أبو خير



منذ بداية هجراتها إلى مدينة دمشق استطاعت الجالية الأرمنية تحقيق حضور واضح ضمن نسيجها، وتمكنت من الانصهار ضمن هذا النسيج والتفاعل معه بطريقة لافتة ومميزة، ولدرجة باتت تشكل عنصراً هاماً من الحراك الاقتصادي والاجتماعي لهذه المدينة، وبشكل بلغ درجة عالية من التأثير وعلى مختلف النواحي والمجالات، وبشكل لم يمنع انصهارهم ضمن المجتمع العربي من الحفاظ على هويتهم وتراثهم.

ولعل الصدق والأمانة في التعامل ضمن حياتهم العملية والاجتماعية أكثر ما يميز أبناء هذه الجالية، بحيث تعتبر هذه الميزات من أهم العوامل التي ساعدت لحصولهم على مراتب متقدمة في العديد من المجالات أهمها القطاع الاقتصادي والذي يحدثنا عنه "نيرسيس كوركجيان" صاحب شركة عالم السجاد حيث يقول : من النادر جداً أن تجد رجل من الأرمن من دون عمل، فالعمل بالنسبة لنا هو من الأساسيات الهامة في حياتنا، واعتمادنا الجودة والمصداقية في تعاملاتنا مع زبائننا وعملائنا هو ما جعل السوريون الأرمن من المميزين، وهذه العوامل حولت شركتنا من معمل بسيط في مدينة حلب إلى شركة كبيرة لها فروع في معظم المحافظات السورية.

وهذا النجاح لم يقتصر علينا فقط بل امتد إلى صناعات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال صناع الذهب أو كما يطلق عليهم " ورشات الصياغة" والتي تقوم بصناعة الذهب في مدينة دمشق فإذا أمعنت النظر قليلاً سوف تجد أن أغلب من يدير ويملك هذه الورشات هم من السوريون الأرمن حيث تجد ورشاتهم منتشرة في حلب ومعظم مناطق دمشق من باب توما والقصاع وصولاً إلى جرمانا وغيرها من المناطق، وهم من أكثر الناس قوةً في هذا المجال وطبعاً دون نسيان الصناعات النسيجية والجلدية والأحذية التي تجد وجوداً مميزاً للأرمن بها عن باقي من يتعاملون بنفس هذه الصناعات في دمشق.
وأضاف كوركجيان: أن من لا يلتزم بالعمل والمصداقية والمهنية من السوريين الأرمن، يعتبر شخصاً غير مرغوب به ضمن محيطنا الذي يرفض أي شخصية غير صادقة أو عاطلة بإرادتها عن العمل.

وعن تاريخ وجود الأرمن بدمشق يحدثنا السيد كاركوجيان: وجودنا في مدينة دمشق بدأ منذ بدء رحلات الحجيج التي كانت تأتي من دولة أرمينيا إلى الأراضي المقدسة في فلسطين المحتلة ونتيجة لبعد المسافة اعتمد مقراً دائماً لها في مدينة دمشق يعرف حالياً بكنيسة الأرمن الأرثوذكس الموجودة في الشام القديمة عند منطقة باب شرقي حيث كان الحجاج يرتاحون بها عند وصولهم المدينة، وتطورت هذه الرحلات من مجرد عبور إلى تبادل تجاري بين الأرمن وتجار دمشق، واعتمد هذا التبادل على الحرير والخيوط والصناعات التي لم تكن متوافرة في دمشق آنذاك، وتعمق مع مرور الزمن إلى هجرة لعض من الصناعيين من بلدهم الأم أرمينيا وانتقالهم للإقامة الدائمة في دمشق والاستقرار بها وإنشاء أعمال ازدهرت وتطورت مع مرور الزمن.

أول هجرة للأرمن في القرن السادس:

التواجد التاريخي للجالية الارمنية في سوريا يعود لفترات تاريخية قديمة وضعنا بصورته السيد جارو جوليان أمين السر في مطرانية الأرمن الروم الكاثوليك الموجودة في منطقة باب توما بدمشق حيث يقول: سوريا كانت ممراً للحجاج الأرمن القادمين إلى بيت المقدس في القدس، وقد أدى إعجاب الكثير من الحجاج آنذاك بجمال المدينة وازدهار التجارة بها إلى الانتقال للإقامة والاستقرار بها، وتعود أول هجرة أرمنية إلى سوريا إلى القرن السادس للميلاد، وعندما وصلت دمشق إلى ذروة مجدها في التاريخ القديم، أيام الخلافة الأموية، حيث كان الأمراء الأرمن في زيارات دائمة إلى دمشق عاصمة الأمويين.

ولما كانت مدن سورية مراكز مزدهرة للتجارة العالمية وترتبط مع مدن أرمينيا بطرق تجارية عدة، كانت العلاقات التجارية بين الشعبين العربي والأرمني متطورة، واستمرت بعد سقوط الخلافة العربية أيضا، فازداد عدد الأرمن في سوريا، لينصهروا مع الزمن ضمن هذا النسيج السوري ويصبحوا من العناصر الفعالة به ومن مختلف النواحي والتي لم تقتصر على الناحية الاقتصادية فقط بل امتد إلى نواحي متعددة، أبدؤها في المجال العسكري كاللواء آرام كارامانوكيان ضابط المدفعية الشهير في الجيش السوري، والعميد هرانت مالويان قائد الدرك العام في سورية صاحب الموقف الوطني المشهور برفضه استخدام (الدرك الأرمن) أداةً من قبل سلطات الانتداب الفرنسي في قمع الثورات الوطنية في سورية.

وفي المجال الفني و الثقافي كان ومازال لنا الكثير من الفنانين الذي لهم بصمات هامة على الساحة الفنية كالفنان سلوم حداد والفنانة المتميزة لينا شماميان، والمخرج المسرحي مانويل جيجي وطبعاً دون نسيان المطربة الراحلة ربى الجمال، ومغنية الأوبرا تالار دكرمنجيان والموسيقار فاهيه دمرجيان وغيرهم، الذي لم يقل عن زملائهم في المجال الإعلامي ووجودهم المتميز ضمن ساحاته الكبيرة ومنذ بداياتها في سوريا بدءاً من الإعلامي و الصحفي الحلبي رزق الله حسون والذي يعتبر أول مؤسس لجريدة خاصة عربية في العالم، والمذيع في التلفزيوني السوري مهران يوسف أحد أقدم المذيعين في سوريا، والمخرج الإذاعي المرحوم ميشال قوشقجي وغيرهم).

ومن الجدير بالذكر أن للسوريين الأرمن العديد من النشاطات والفعاليات الخاصة بها، وتمارس تحت إشراف هيئات متخصصة من قبلهم والتي تعنى بشؤون أفراد هذه الجالية كالطلبة الذين خصص لهم عدد من المدارس الابتدائية والإعدادية بحيث تشرف بعض الهيئات على تعليمهم وتأمين السبل المطلوبة لبلوغ أعلى المراتب العليمة قد تصل إلى حد تأمين بعثات علمية للطلبة الجامعيين، فضلاً عن وجود العديد من الجمعيات الخيرية التي تعنى بالأسر الفقيرة وتقديم كافة الاحتياجات المطلوبة من قبلهم.

نشرت على موقع حكاية سورية :

14 يونيو، 2009

الوسوف يغني في دمشق والمنظمون يشوهون العاصمة بإعلانات عشوائية

مالك أبو خير



تشهد شوارع مدينة دمشق حالياً حملة إعلانية مكثفة للحفلة التي سيحييها الفنان السوري الكبير جورج وسوف في قلعة دمشق والتي حدد موعدها في الأول من شهر تموز القادم.


تعتبر هذه الحفلة هي الأولى له في مدينة دمشق لهذه السنة، وتأتي بعد سلسلة حفلات أقامها الوسوف في عدد من دول العالم كالولايات المتحدة الأمريكية واستراليا بالإضافة إلى عدد من الدول العربية كان آخرها مشاركته في الدورة الثامنة لمهرجان "موازين" في المغرب والذي شهد حشداً جماهيرياً منقطع النظير، متزامناً مع طرح ألبومه الجديد "الله كريم"، والذي يتضمن سبع أغنيات والتي حققت أعلى نسبة من المبيعات بحسب إحصائيات عدد من الصحف والمحطات الفنية.


تخصيص خدمة غير فعالة للاستعلام عن الحفل:

الشركة المنظمة للحفل خصصت رقماً رباعياً للاتصال معهم من قبل الراغبين للاستعلام عن الحفل ومن الهاتف الخليوي حصراً، وحددت تكلفة الدقيقة الواحدة بـ 25 ليرة سورية، حيث يرد المجيب الآلي الذي يخبره عن موعد الحفلة ومكان انعقادها وطالباً من المتصل بعد ذلك الضغط على الرقم "1" لتحويله للجهة المسؤولة عن توضيح الاستفسارات، ومن ثم تدخل هذه الخدمة بعد ضغط المتصل الرقم المطلوب حالة من الصمت وعدم الإجابة تمتد فترة طويلة وقد ينتهي الاتصال ودونما إجابة تذكر.

علماً أن الوسيلة الوحيدة للاتصال بشركة ( إكسترا فغانزا) هي عبر الاتصال بالرقم الذي نشروه على ملصقاتهم الإعلانية المنتشرة بطريقة عشوائية في معظم شوارع دمشق.

ومن الجدير بالذكر أن كان من المقرر للفنان جورج وسوف إقامة حفلة في الملعب البلدي بحمص وقد تفاجأ جمهوره الكبير الذي أتى بكثافة لمتابعته بظهور المطرب الشعبي وفيق حبيب بدلاً منه دون الإعلان عن أسباب هذا الاستبدال، الأمر الذي أثار حفيظة الجمهور الحاضر في الملعب.







15/06/2009




نشرت على موقع حكاية سورية:
http://www.syriastory.com/news_misc.php?id=144

"لوحات بألوان طفولية" محاكاة للإبداع ... بجهود فردية




مالك أبو خير

في الظاهر هو مجرد معرض لمجموعة من الأطفال قاموا برسم لوحات ولونوها، لكنك عندما تتعمق به جيداً تكتشف بأن وراء أنامل الأطفال الصغيرة قلوب وعقول ترسم حاضراً وتتخيل مستقبلاً آخراً أكثر أمناً. لوحات... رسمت بعد جهد كبير من المشرفين والقائمين عليه بهدف تحريك عامل إبداع لجيل ما زال يحبو في طريق الحياة الطويلة، عبر طرح مفاهيم المشاركة والبحث وجعل ما يدور في مخيلة هؤلاء الأطفال يترجم بألوان على لوحات تعرض أمام الجميع.


المعرض أقيم بمدرسة " نور الفجر الابتدائية" بمدينة جرمانا شارك فيه 40 طالباً بمجموعة من اللوحات عبرت عن أكثر ما يثير اهتمامهم وطريقة رؤيتهم للواقع المحيط بهم بالإضافة إلى إنجاز عدد من المجلدات العلمية لخصت دراستهم لمنهاجهم الدراسي خلال العام.
" يارا " أحد الأطفال المشاركين في المعرض من خلال رزنامة تذكر بها من يشاهدها بمواعيد عودة الطيور إلى سوريا وعيد الكتاب التي تراه بات منسياً من قبل المجتمع حيث تقول:" وضعت في هذه الرزنامة أهم الأعياد التي أرى من الضروري الاحتفال بها بهدف عدم جعلها تمر مرور الكرام كعيد الكتاب والذي ألاحظ عدم وجود اهتمام حقيقي به من قبل المعنيين وهذا ينطبق أيضاً على عيد الشجرة التي أصبحنا بحاجة لها أكثر من الأول مع الانتشار الكبير للتلوث في أجوائنا".
"مروى أبو رسلان" وصديقتها "يانا "قازان" اختارتا المهرج وما يقوم به من حركات بهلوانية كعنوان للوحتهم لاعتقادهم بأهمية هذه الشخص في إضحاك الناس وبث السرور إلى قلوبهم، وكنوع من التقدير لهكذا نوع من الفن التي يبذل أصحابها جهداً كبيراً في سبيل إسعاد الآخرين.
في حين اختار "تمام" الطبيعة البحرية وما تحتويه من كائنات للوحته كتعبير منه على ضرورة المحافظة عليها أولاً والتأكيد على مدى التجانس والتنظيم الذي تعيش به ثانياً ومترجماً دراساته لمنهاجه الدراسي بمجلد علمي عن النباتات والأشجار وأهمية العلاجات التي يمكن الاستفادة منها، معتمداً على مراجع وكتب موجودة في المدرسة والمنزل"
محاكاة إبداع الطفل وفتح الطريق أمامه للتعبير عن أرائه عبر لوحات ورسوم يقوم هو بصنعها وترتيب ألوانها أهم الأهداف المراد تحقيقيها من هذا المعرض كما ترى السيدة " ندى قاروط" مديرة المدرسة والمشرفة على هذا المشروع حيث تقول:" تقصدنا ترك الأطفال هم من يختارون عنواين لوحاتهم ويقومون برسمها في المدرسة ودون أي مساعدة من احد، فضلا لاعتمادنا المبدأ الجماعي في هذه اللوحات من خلال مشاركة طفلين أو أكثر في لوحة واحدة بعد الاتفاق على عنوانٍ مشترك بينهم، الأمر الذي أدى برأيي لرفع روح المسؤولية بينهم ونضجَ رؤيتهم للأمور وللواقع المحيط بهم، وقد وسعنا نسبة هذا الاستثمار لأفكارهم من خلال دفعهم لإنجاز "مجلدات علمية" لخصوا بها ما قاموا بدراسته خلال العام عبر مناهجهم التعليمية وهذا من شأنه أن يزيد من نسبة استيعابهم لمناهجهم الدراسي وتقبله بشكل سلسل بعيد عن الطرح المباشر الذي تقصدنا الابتعاد عنه من خلال أخذهم لزيارة أماكن ومختبرات علمية رافعين نسبة التفاعلية بينهم وبين ما يقوموا بدراسته".
لغة الحوار والتشاركية في طرح الأفكار وتجسيدها على ارض الواقع أهم الأهداف التي تم تحقيقيها في هذا المعرض في نظر السيدة أمل زيات مدرسة الرسم والمشرفة على هذا المعرض حيث تقول:" حاولنا ننمي روح التعاون و الحوار بين الأطفال بحيث لم نجعل كل طفل يرسم لوحته على حدا، بل دفعنا كل مجموعة من الأطفال إلى اختيار عنوان موحد ورسمه بلوحة يشارك الجميع في رسمها وتنفيذها بشكل يخيل لك أن شخصاً واحداً من قام برسمها، فضلاً إلى طرحنا لعدد من المفاهيم الهامة بنظرنا وبطريقة غير مباشرة لعقل الطفل كالاستفادة من المواد التالفة والتي قد لا تكون لها أهمية في نظره بدلاً من رميها وبالتالي تغير نظرته للكثير من الأشياء المهملة لدبه وتحويلها إلى عناصر قيمة من الممكن إنجاز أعمال جميلة من خلالها".
تجربة من الضروري تعميمها على مدارسنا وعدم جعلها مجرد تجربة فردية، لكونها من الأساسيات الضرورية لتحريك عامل الإبداع لدى أطفالنا وتنمية حس المسؤولية بالنسبة إليهم، ودفعهم نحو سلوك طريق الحياة العملية منذ نعومة أظفارهم وبشكل بعيد عن الطرح النظري فقط كما يحدث في مدارسنا التعليمية التي اقتصر عملها على إلقاء المعلومة وطرحها مباشرة ودون أي محاكاة لتفكير هذا الطفل أو تقديم أي تنمية لقدراته.




نشرت على موقع الثرى:


حمير غزة ... و(فقدان الإنسانية)



مالك أبو خير




"جرحى غزة ينقلون على متن عربات كارّو تجرها الحمير أو البغال" هكذا انتشر الخبر ... على عناوين الصحف ... فلولاهم لمات العديد من المصابين من القذائف الإسرائيلية.


الحمير هي المسعف الوحيد للمصابين في غزة، فيما قرارات الحكام العرب ... لم تكن مسعفاً ومنقذا لحياة أبنائها، الحمير هم من وقف إلى جانبهم ... وخاطروا بحياتهم لنقل المصابين تحت وابل القذائف الإسرائيلية .


"الحمير" أو " المنقذون هنا" هم نفسهم من يحتقرهم الكثيرون من الحكام العرب ... ويستخدموهم كأداة تشبيه لمن عارض أمرهم الجليل ... أو خالفه.


فلو تساءلنا ما الفرق بين البشر والحمير ... لكان الجواب هو العقل و الإحساس..


صفتان تفرقهم عنا...


هاتان الصفتان ... هما اللتان تدفعان صاحبهما إلى التصرف بشكل بعيد عن قانون الغاب....


صفتان جعلت من الغابة مسكنهم ... ومن البشر احتقارهم ... جعلتهم خارج إطار الإنسانية....


تصرف إنساني "شهم" أتى من الحمير .... فارتفع مقامهم بعيوننا ... لجرأتهم ...


فيما الغير أغلق حدوده ... وأطلق النار على العابرين طلباً للجوء والغذاء... وإذا شبهته بالحمير تراه يرميك بوابل بصواريخ حارقة لروح العروبة بداخلك.
سؤال يطرح نفسه ... من الذي يستحق لقب "الحمير" ومن الفاقد للإنسانية.




نشرت على موقع تلفزيون الدنيا:


شرطة المرور تخالف "شوفير التاكسي" .. والمواطن يدفع الفرق



مالك أبو خير




منذ اللحظات الأولى لصعودك سيارة أجرة ضمن مدينة دمشق... تنطلق مباشرة موسيقى أو طقطوقة موسيقية من نوع خاص ومميز، يشرف على أدائها وتقديمها لك (شوفير التاكسي) نفسه.

هذه الموسيقى أو (الطقطوقة) حجمها ليس بالكبير ولا تتجاوز الخمس دقائق ومتكونة من نقطيتين رئيسيتين:

الأولى تتحدث عن قانون السير الجديد وما يفعله به رجال شرطة المرور وما يتقاضونه منه من رشاوى يومية ومن كل مفرق (يعكشونهم) فيه على انفراد.

والثانية تتحدث عن ظروفه المادية وهنا تكون التفاصيل مأساوية إلى أبعد حد ممكن، بدءاً من منزله الذي لم يسدد إيجاره منذ زمن، أو ولده الذي يعالج منذ فترة في المشفى أو زوجته المتطلبة ... طبعاً دون نسيان الموسيقى الحزينة المصاحبة لكلمات الأغنية من آهات وتنهدات تشطر القلب لنصفين...

في البداية كانت هذه (الطقطوطة) تنال قبول الراكب السوري وتكون نتيجتها التعاطف مع هذا الشوفير المنكوب لكون كلماتها شبيهة بكلمات أغاني هاني شاكر الحزينة، وبالتالي لم يكن يكترث إذا أعطى الشوفير فوق التسعيرة "كم ليرة زيادة" أي ما بين العشر ليرات إلى خمس وعشرون ليرة سورية، لأنه بعد سماعه هذه المآسي، سيقول بنفسه " حرام ... معتر ... خليني ساعدوا" وطبعاً هذا يعود لكون المواطن السوري حتى فترة قريبة ما زال يترك للعواطف والمشاعر حيزاً مهما في مراكز القرار لديه.

لكن ... وبعد نشوء الأزمة المالية أو قبلها بقليل، حدث انقلاب أطاح بالعواطف والمشاعر وأسقطت من مراكز القرار لدى المواطن السوري وبات عند صعوده سيارة يرد على السيمفونية المعزوفة من قبل شوفير التاكسي بعبارة (لا تشكيلي ببكيلك.. وإذا أنت شرطة المرور عاكشتك اليوم وسالختك مخالفة مدسمة أنا شركة الكهرباء سالختني فاتورة أدسم مع أني بتدفى على المازوت).

الأمر الذي دفع شوفير التاكسي لتغيير نوع الطقطوقة من النوع الحزين للنوع الصاخب الشبيه بموسيقى (الروك أو الميتال) طارباً أذان الراكب بموسيقى لا تخلو من (تلطيشات) مسبقة من أنه لن يتقيد بالعداد وسيأخذ زيادة عن المبلغ الظاهر، وهذه المرة دون مقدمات أو استجرار للعواطف لكونه يعلم تماماً بان معظم ركابه (عايفين حالون) وطبعاً هذه الموسيقى قد تكون نتيجتها الصمت من قبل الناس المسالمين وبالتالي الرضوخ للزيادة عن الأجرة الحقيقية... لكن عند غير المسالمين تكون نتيجتها المشاحنات والملاسنات الشفوية قد تصل في بعض الأحيان لاستخدام الأيدي واستدعاء أقرب شرطي مرور.

" عدنان أبو حجر" موظف في إحدى مدارس دمشق، يحتاج كل يوم إلى ساعة أو أكثر للوصل لمنزله في منطقة الدويلعة نظراً لزحمة السير التي تصادف خروجه من مدرسته في وقت ذروة الازدحام، اضطر في أحد الأيام ونتيجة لظرف قاهر إلى ركوب سيارة أجرة تقله من مكان عمله في جديدة عرطوز إلى الدويلعة ليفاجأ عند وصوله بزيادة وصلت إلى 150 ل. س فوق التسعيرة ليدخل في نقاش طويل تحول إلى ملاسنات كلامية ومنها إلى عراك بالأيدي نظراً لتأكد الشوفير لعدم وجود دورية قريبة منه.

" ريم.ع " اضطرتها زحمة وسائط النقل في منطقة البرامكة من أخذ سيارة أجرة إلى مكان إقامتها في جرمانا بعد اتفاق مع الشوفير على أن تكون أجرة الركوب إلى منطقتها 150 ل.س مهما كان رقم العداد لتفاجأ هي الأخرى بمطالبة لها بـ 50 ليرة زيادة عن المبلغ المتفق عليه نظراً للازدحام الشديد على الطريق ولكنها عندما رفضت تقديم المبلغ لكون الموضوع لا يخصها (استحمت على حد قولها) بسيل من الكلام البذيء، ما جعلها تبكي في مكانها لدقائق معدودة.

" منير" أو " طير الحمام" كما يسمي نفسه " ( شوفير تكسي عتيد) يجد أن اغلب سائقي سيارات الأجرة في دمشق بل وفي وسورية كلها يتعرضون لظلم كبير بدأ من قانون السير الجديد الذي جعلهم في قبضة رجال المرور الذين لا يرحمونهم بمخالفات لا معنى لها تتجاوز في معظم الأحيان الـ 2500 ل.س، ففي إحدى الأيام كان في منطقة المزة- فيلات، فكتب أحد رجال المرور بحقه مخالفة عدم وضع حزام الأمان رغم وضعه له، وعند وصوله بعد قليل إلى منطقة الشيخ سعد كاد يتعرض لمخالفة أخرى وبحجة أخرى، إلا أن مبلغ 250 ليرة سورية وقف حاجزاً منيعاً أمام هذه تحرير هذه المخالفة.

يكمل منير:" فما نقوم بدفعه جراء هذه المخالفات يذهب من دخلنا ودخل أسرنا ونحن في النهاية مواطنين لدينا أولاد ومصاريف وغلاء معيشة خنقنا وأنهك كاهلنا، الأمر الذي يدفعنا لفعل المستحيل لتأمين لقمة العيش"

المواطن أولاً وأخيراً شعار لطالما سمعناه وتغنى القائمون على إطرابنا به... لكن السؤال المطروح هنا ... هل سائق سيارة الأجرة ليس من المواطنين... وهل قانون السير الجديد كان منصفاً بحقه وحق أسرته، وهل المواطن أيضا مجبور على تحمل تبعات بعض القرارات، بدءاً من ارتفاع سعر الوقود وانخفاضه.
نشرت على موقع حكاية سورية:

11 يونيو، 2009

مزاجيات الإعلام السوري الخاص ... بالعامية


مالك أبو خير


بالعامية ... كما قالها لي احد المدراء المحترمين لإحدى الوسائل الإعلامية التي تعتبر نفسها مرموقة في هذا البلد:" حبيبي هاد إلي مفكر حالك عم تشتغل فيه (مــو صحافة) هاد سوق هال بس الموجودين فيه لابسين بدلات" ... كلمات بالفعل أذهلتني ودفعتني لصمت لم اخرج منه إلا بعد يومين من التفكير والبحث في خلفية هذه الكلمات...

القصة تختصر في كوني أنني قدمت لهذا المدير" الفلــتة" موضوعاً عن قضية اجتماعية هامة تتحدث بعمق كبير عن حالة واقعية خطرة تزداد نسبة ارتفاعها في الآونة الأخيرة، وطبعاً هذه المادة قدمتها بعد توجيهات منه وتعليمات تقضي بتقديم مواضيع لها تأثير كبير على القارئ و حياته اليومية.

وطبعاً ما قاله بالعامية لم تكن الوحيدة فبعد أن سألته عن سبب حديثه معي بهذه الطريقة التي هي بالفعل اقرب إلى لهجة جماعة " سوق الهال " والذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير في إطعام المواطن وإشباعه ... أجابني بكل هدوء "يحسد عليه": حبيبي انا اكره ما علي حدا يبيض علي حكي فاضي ...
لأنو اكبر إعلامي انت شايفوا بها لبلد طالع من تحت "...".

عدت وسألته مرة أخرى:" أستاذي المحترم المبجل، هل لك ان تقدم لي ما هو الاعلام الحقيقي الذي انت علمته لهؤلاء الإعلاميين وما هي المادة التي تريدها مني".

عاد واجابني بهدوء "يحسد عليه أيضاً": القارئ بشكل عام رؤيته للأمور ضعيفة ان لم أقل سطحية لذا بدلا من التعمق بالأمور يمكننا أن نأخذها بشكل سطحي يقارب تفكيره واستيعابه ...!".

كلمات ... بالفعل جعلتني أقف له باحترام كمعلم لن انسى كلماته أبدأً ... لكونه المكتشف الحقيقي لمقدرات القارئ والمشاهد العربي والسوري السطحية ... وجعلتني انحني امام هكذا عبقرية لحين خروجي من مكتبه الطويل العقيم كتفكيره".

موقف يدفعني أنا والكثير من زملائي الإعلاميين، وتحديداً الجدد الذين مازالوا يشقون طريقهم في دروب الإعلام الشائك والعقيم ضمن هكذا مؤسسات تعتبر نفسها رائدة وعالية المستوى ... سوى ان نثير سؤال نتمنى الاجابة عليه من قبل اصحاب القرار والفكر وذوي العقول التي ليست سطحية ...

ما ذنبنا نحن من كل ما يحصل ... وهل كتب الله علينا وجود هكذا شخصيات تحكمنا وتكون القائم والمشرف على اعمالنا .. وما هو مصيرنا في المستقبل ... ان نصبح نسخ طبق الاصل عنهم ... أو نختار كغيرنا طريق مطار دمشق الدولي دون عودة...

مأساة حقيقة ... وواقع مرير يتحكم بكل لحظة من لحظاتنا، بدأً من التعامل مع عقول "يابسة" لا تفهم من بديهيات الاعلام شيئاً، وبالتالي العمل ضمن خصوصياتها وحدود تفكيرها الذي لا يتعدى الوسائل الحكومية التي انطلقوا منها، وصولاً الى بقائنا كالاسرى بين قضبان وسائلهم التي رسموها بعناية وبطريقة محبوكة ليسهل عليهم التحكم بلقمة عيشنا وكلمتنا وتسيرها كما يشاءون ويخططون، ودون نسيان إبقاء الموظفين دون عقود تضمن حقوقهم وكرامتهم ....

الكثير والكثير من الأسئلة التي من الممكن توجيهها ... والمئات من القصص التي يحدثك عنها الإعلاميون الجدد في وسائل الاعلام السوري الخاص ( واستثني منه وسيلة أو أثنتين فقط) من ظلم وقهر وتحكم بلقمة العيش والبقاء على حياة العيش على الأعصاب في سبيل قبض الراتب الشهري الذي يأتي على حساب أشياء كثيرة .... أهمها فكرهم ونتاجهم الحقيقي الذي يذهب إدراج أحلامهم المنسية ...