04 يوليو، 2009

لينا شماميان لـ حكاية سورية: غياب الدعم جعلنا نتجه نحو البيوت الدمشقية القديمة والحدائق العامة للغناء


مالك أبو خير


عندما غنت لدمشق ... غنت لساحاتها وتراثها الحاضر دوماً في أذهان سكانها ، لتؤكد عبر ذلك ارتباطها بالماضي وعراقته المتواجد ضمن كلمات أغانيها المستمدة من التراث المنتشر بين ساحات دمشق وأزقتها القديمة، والتي كان لها انتشارها الواسع بين جمهور كبير احتل الشباب النسبة الأعظم منه.
الفنانة السورية لينا شماميان دخولها إلى عالم الفن كان مبكراً، حيث أقيمت لها أول حفلة غنائية في سن الخامسة من العمر، مما شكل لها خبرة كبيرة أهلتها لدخول المعهد العالي للموسيقى، بعد تخرجها من كلية الاقتصاد وحصولها على الجائزة الثانية في مهرجان الدول الفرانكفونية.
وقد كان اهتمامها بفن الغناء الكلاسيكي واضحا عبر أدائها للكثير من الألوان الموسيقية كفن الجاز، التي تجدها حاضرة في أي حفلة موسيقية يكون هذا الفن عنوانه، ضمن محاولة منها لدعم هذا الفن وإيصاله إلى اكبر شريحة من المستمعين.
وبمناسبة عيد الموسيقى أقامت عدد من الفرق الموسيقية حفلاً غنائياً تنوع بين موسيقى الجاز والراب في "بيت الكايد" بدمشق القديمة، حضره عدد كبير من جمهور الشباب وكانت الفنانة لينا شماميان ابرز الحاضرين حيث التقيناها وأجرينا معها الحوار التالي:

هل حضورك اليوم هو دعم لهكذا نوع من الموسيقى؟

من الطبيعي أن ادعم هذا النوع من الموسيقى لكونه اول ما تعلمناه وقدمناه في معهد الموسيقى، حيث شاركت في العديد من الاغاني من نوع الجاز، والتي احرص على الاستمرار في تقديمها لجمهوري ولمتابعين هذا الفن، كما انني اليوم سررت جداً بالوجوه الشابة التي تغني في هذه الحفلة وسررت اكثر لجمال الاداء الذي يقدمونه.


ما هو برأيك بحجم الجمهور الذي يتابع هذه الحفلات وهذا النوع من الموسيقى في سوريا؟

اذا ما ذهبت الى اي حفلة تقام في دمشق يتم بها عزف موسيقى الجاز أو الراب، بإمكانك ملاحظة الجمهور الكبير المتواجد فيها، وهذا لا يقتصر على دمشق وحدها بل يشمل اغلب المحافظات السورية، وهذه ملاحظة وجدتها في اغلب المناطق التي اقمت بها حفلاتي او تابعت مثل هذه الحفلات التي اقيمت في عدد من المحافظات السورية.

هل تلاحظين وجود تقصير في تقديم الدعم لمثل هذه الفرق من قبل الجهات المتخصصة في مجال الفن أو وسائل الاعلام؟

المشكلة لدينا تكمن في عدم وجود قنوات إعلامية متخصصة في المجال الغنائي، ومؤخراً حتى ظهرت الإذاعات الخاصة والتي استطاعت تقديم شيء جميل في المجال الغنائي، فوسائل الإعلام الرسمي بدءاً من الفضائية السورية والإذاعة السورية نجد ان اغلب اهتمامها يتجه نحو البرامج والنشرات الإخبارية اكثر من اي شيء اخر، وحتى عند ظهور قنوات متخصصة كانت الدراما صاحبة النصيب الاول عبر قناة "سورية دراما" وبالتالي برأيي نحن مازلنا بحاجة الى المزيد من الدعم اعلامياً.
فالدعم بالنسبة الينا غائب تماماً، فلا مسارح او أمكان متخصصة من الممكن تواجدها لدينا لاداء هذه الانواع من الموسيقى، الامر الذي اضطرنا الاعتماد على البيوت الشامية القديمة التي تبرع بها اصحابها للغناء بها او الحدائق لتقديم هذه اللوحات.

وماذا عن شركات الانتاج الفنية؟

من المؤكد ان شركات الانتاج الفنية لن تتجه للاستثمار بهكذا نوع من الموسيقى لكونها لا تحقق الربح المطلوب والسريع كما في الانواع التي يتم عرضها على الفضائيات الغنائية، فضلا الى مثل هكذا نوع من الموسيقى يحتاج الى شركات انتاج تتعامل معها بشكل أكاديمي معها وليس شكل تجاري كما يحدث الآن.

ما هو سبب غيابك عن الساحة الغنائية السورية هذه الفترة؟

الجواب وبصراحة ان الجهات الفنية أو لنقل " منظمي الحفلات " لا يوجهون دعوات للفنانين السوريين لذا فانك تجد ان معظم حفلاتي في الخارج وليس في سوريا، وحتى الحفلات التي اقوم بعرضها في سوريا انا من أقوم بتنظيمها بالتعاون مع أعضاء فرقتي وفريق عملي والتي تكون اغلبها في الحدائق كما سيحدث في حفلتي التي ستقام في الثاني من شهر تموز القادم في حديقة تشرين، وهنا اطرح الكثير من التساؤلات واشارات الاستفهام عن فقدان هذا الدعم الحقيقي لي وللعديد من الفنانين الناشئين الذين يقاسون الآمرين في سبيل تحقيق شيء ولو بسيط على الساحة الفنية السورية أو العربية.

نشرت في موقع حكاية سورية: