14 يونيو، 2009

الوسوف يغني في دمشق والمنظمون يشوهون العاصمة بإعلانات عشوائية

مالك أبو خير



تشهد شوارع مدينة دمشق حالياً حملة إعلانية مكثفة للحفلة التي سيحييها الفنان السوري الكبير جورج وسوف في قلعة دمشق والتي حدد موعدها في الأول من شهر تموز القادم.


تعتبر هذه الحفلة هي الأولى له في مدينة دمشق لهذه السنة، وتأتي بعد سلسلة حفلات أقامها الوسوف في عدد من دول العالم كالولايات المتحدة الأمريكية واستراليا بالإضافة إلى عدد من الدول العربية كان آخرها مشاركته في الدورة الثامنة لمهرجان "موازين" في المغرب والذي شهد حشداً جماهيرياً منقطع النظير، متزامناً مع طرح ألبومه الجديد "الله كريم"، والذي يتضمن سبع أغنيات والتي حققت أعلى نسبة من المبيعات بحسب إحصائيات عدد من الصحف والمحطات الفنية.


تخصيص خدمة غير فعالة للاستعلام عن الحفل:

الشركة المنظمة للحفل خصصت رقماً رباعياً للاتصال معهم من قبل الراغبين للاستعلام عن الحفل ومن الهاتف الخليوي حصراً، وحددت تكلفة الدقيقة الواحدة بـ 25 ليرة سورية، حيث يرد المجيب الآلي الذي يخبره عن موعد الحفلة ومكان انعقادها وطالباً من المتصل بعد ذلك الضغط على الرقم "1" لتحويله للجهة المسؤولة عن توضيح الاستفسارات، ومن ثم تدخل هذه الخدمة بعد ضغط المتصل الرقم المطلوب حالة من الصمت وعدم الإجابة تمتد فترة طويلة وقد ينتهي الاتصال ودونما إجابة تذكر.

علماً أن الوسيلة الوحيدة للاتصال بشركة ( إكسترا فغانزا) هي عبر الاتصال بالرقم الذي نشروه على ملصقاتهم الإعلانية المنتشرة بطريقة عشوائية في معظم شوارع دمشق.

ومن الجدير بالذكر أن كان من المقرر للفنان جورج وسوف إقامة حفلة في الملعب البلدي بحمص وقد تفاجأ جمهوره الكبير الذي أتى بكثافة لمتابعته بظهور المطرب الشعبي وفيق حبيب بدلاً منه دون الإعلان عن أسباب هذا الاستبدال، الأمر الذي أثار حفيظة الجمهور الحاضر في الملعب.







15/06/2009




نشرت على موقع حكاية سورية:
http://www.syriastory.com/news_misc.php?id=144

"لوحات بألوان طفولية" محاكاة للإبداع ... بجهود فردية




مالك أبو خير

في الظاهر هو مجرد معرض لمجموعة من الأطفال قاموا برسم لوحات ولونوها، لكنك عندما تتعمق به جيداً تكتشف بأن وراء أنامل الأطفال الصغيرة قلوب وعقول ترسم حاضراً وتتخيل مستقبلاً آخراً أكثر أمناً. لوحات... رسمت بعد جهد كبير من المشرفين والقائمين عليه بهدف تحريك عامل إبداع لجيل ما زال يحبو في طريق الحياة الطويلة، عبر طرح مفاهيم المشاركة والبحث وجعل ما يدور في مخيلة هؤلاء الأطفال يترجم بألوان على لوحات تعرض أمام الجميع.


المعرض أقيم بمدرسة " نور الفجر الابتدائية" بمدينة جرمانا شارك فيه 40 طالباً بمجموعة من اللوحات عبرت عن أكثر ما يثير اهتمامهم وطريقة رؤيتهم للواقع المحيط بهم بالإضافة إلى إنجاز عدد من المجلدات العلمية لخصت دراستهم لمنهاجهم الدراسي خلال العام.
" يارا " أحد الأطفال المشاركين في المعرض من خلال رزنامة تذكر بها من يشاهدها بمواعيد عودة الطيور إلى سوريا وعيد الكتاب التي تراه بات منسياً من قبل المجتمع حيث تقول:" وضعت في هذه الرزنامة أهم الأعياد التي أرى من الضروري الاحتفال بها بهدف عدم جعلها تمر مرور الكرام كعيد الكتاب والذي ألاحظ عدم وجود اهتمام حقيقي به من قبل المعنيين وهذا ينطبق أيضاً على عيد الشجرة التي أصبحنا بحاجة لها أكثر من الأول مع الانتشار الكبير للتلوث في أجوائنا".
"مروى أبو رسلان" وصديقتها "يانا "قازان" اختارتا المهرج وما يقوم به من حركات بهلوانية كعنوان للوحتهم لاعتقادهم بأهمية هذه الشخص في إضحاك الناس وبث السرور إلى قلوبهم، وكنوع من التقدير لهكذا نوع من الفن التي يبذل أصحابها جهداً كبيراً في سبيل إسعاد الآخرين.
في حين اختار "تمام" الطبيعة البحرية وما تحتويه من كائنات للوحته كتعبير منه على ضرورة المحافظة عليها أولاً والتأكيد على مدى التجانس والتنظيم الذي تعيش به ثانياً ومترجماً دراساته لمنهاجه الدراسي بمجلد علمي عن النباتات والأشجار وأهمية العلاجات التي يمكن الاستفادة منها، معتمداً على مراجع وكتب موجودة في المدرسة والمنزل"
محاكاة إبداع الطفل وفتح الطريق أمامه للتعبير عن أرائه عبر لوحات ورسوم يقوم هو بصنعها وترتيب ألوانها أهم الأهداف المراد تحقيقيها من هذا المعرض كما ترى السيدة " ندى قاروط" مديرة المدرسة والمشرفة على هذا المشروع حيث تقول:" تقصدنا ترك الأطفال هم من يختارون عنواين لوحاتهم ويقومون برسمها في المدرسة ودون أي مساعدة من احد، فضلا لاعتمادنا المبدأ الجماعي في هذه اللوحات من خلال مشاركة طفلين أو أكثر في لوحة واحدة بعد الاتفاق على عنوانٍ مشترك بينهم، الأمر الذي أدى برأيي لرفع روح المسؤولية بينهم ونضجَ رؤيتهم للأمور وللواقع المحيط بهم، وقد وسعنا نسبة هذا الاستثمار لأفكارهم من خلال دفعهم لإنجاز "مجلدات علمية" لخصوا بها ما قاموا بدراسته خلال العام عبر مناهجهم التعليمية وهذا من شأنه أن يزيد من نسبة استيعابهم لمناهجهم الدراسي وتقبله بشكل سلسل بعيد عن الطرح المباشر الذي تقصدنا الابتعاد عنه من خلال أخذهم لزيارة أماكن ومختبرات علمية رافعين نسبة التفاعلية بينهم وبين ما يقوموا بدراسته".
لغة الحوار والتشاركية في طرح الأفكار وتجسيدها على ارض الواقع أهم الأهداف التي تم تحقيقيها في هذا المعرض في نظر السيدة أمل زيات مدرسة الرسم والمشرفة على هذا المعرض حيث تقول:" حاولنا ننمي روح التعاون و الحوار بين الأطفال بحيث لم نجعل كل طفل يرسم لوحته على حدا، بل دفعنا كل مجموعة من الأطفال إلى اختيار عنوان موحد ورسمه بلوحة يشارك الجميع في رسمها وتنفيذها بشكل يخيل لك أن شخصاً واحداً من قام برسمها، فضلاً إلى طرحنا لعدد من المفاهيم الهامة بنظرنا وبطريقة غير مباشرة لعقل الطفل كالاستفادة من المواد التالفة والتي قد لا تكون لها أهمية في نظره بدلاً من رميها وبالتالي تغير نظرته للكثير من الأشياء المهملة لدبه وتحويلها إلى عناصر قيمة من الممكن إنجاز أعمال جميلة من خلالها".
تجربة من الضروري تعميمها على مدارسنا وعدم جعلها مجرد تجربة فردية، لكونها من الأساسيات الضرورية لتحريك عامل الإبداع لدى أطفالنا وتنمية حس المسؤولية بالنسبة إليهم، ودفعهم نحو سلوك طريق الحياة العملية منذ نعومة أظفارهم وبشكل بعيد عن الطرح النظري فقط كما يحدث في مدارسنا التعليمية التي اقتصر عملها على إلقاء المعلومة وطرحها مباشرة ودون أي محاكاة لتفكير هذا الطفل أو تقديم أي تنمية لقدراته.




نشرت على موقع الثرى:


حمير غزة ... و(فقدان الإنسانية)



مالك أبو خير




"جرحى غزة ينقلون على متن عربات كارّو تجرها الحمير أو البغال" هكذا انتشر الخبر ... على عناوين الصحف ... فلولاهم لمات العديد من المصابين من القذائف الإسرائيلية.


الحمير هي المسعف الوحيد للمصابين في غزة، فيما قرارات الحكام العرب ... لم تكن مسعفاً ومنقذا لحياة أبنائها، الحمير هم من وقف إلى جانبهم ... وخاطروا بحياتهم لنقل المصابين تحت وابل القذائف الإسرائيلية .


"الحمير" أو " المنقذون هنا" هم نفسهم من يحتقرهم الكثيرون من الحكام العرب ... ويستخدموهم كأداة تشبيه لمن عارض أمرهم الجليل ... أو خالفه.


فلو تساءلنا ما الفرق بين البشر والحمير ... لكان الجواب هو العقل و الإحساس..


صفتان تفرقهم عنا...


هاتان الصفتان ... هما اللتان تدفعان صاحبهما إلى التصرف بشكل بعيد عن قانون الغاب....


صفتان جعلت من الغابة مسكنهم ... ومن البشر احتقارهم ... جعلتهم خارج إطار الإنسانية....


تصرف إنساني "شهم" أتى من الحمير .... فارتفع مقامهم بعيوننا ... لجرأتهم ...


فيما الغير أغلق حدوده ... وأطلق النار على العابرين طلباً للجوء والغذاء... وإذا شبهته بالحمير تراه يرميك بوابل بصواريخ حارقة لروح العروبة بداخلك.
سؤال يطرح نفسه ... من الذي يستحق لقب "الحمير" ومن الفاقد للإنسانية.




نشرت على موقع تلفزيون الدنيا:


شرطة المرور تخالف "شوفير التاكسي" .. والمواطن يدفع الفرق



مالك أبو خير




منذ اللحظات الأولى لصعودك سيارة أجرة ضمن مدينة دمشق... تنطلق مباشرة موسيقى أو طقطوقة موسيقية من نوع خاص ومميز، يشرف على أدائها وتقديمها لك (شوفير التاكسي) نفسه.

هذه الموسيقى أو (الطقطوقة) حجمها ليس بالكبير ولا تتجاوز الخمس دقائق ومتكونة من نقطيتين رئيسيتين:

الأولى تتحدث عن قانون السير الجديد وما يفعله به رجال شرطة المرور وما يتقاضونه منه من رشاوى يومية ومن كل مفرق (يعكشونهم) فيه على انفراد.

والثانية تتحدث عن ظروفه المادية وهنا تكون التفاصيل مأساوية إلى أبعد حد ممكن، بدءاً من منزله الذي لم يسدد إيجاره منذ زمن، أو ولده الذي يعالج منذ فترة في المشفى أو زوجته المتطلبة ... طبعاً دون نسيان الموسيقى الحزينة المصاحبة لكلمات الأغنية من آهات وتنهدات تشطر القلب لنصفين...

في البداية كانت هذه (الطقطوطة) تنال قبول الراكب السوري وتكون نتيجتها التعاطف مع هذا الشوفير المنكوب لكون كلماتها شبيهة بكلمات أغاني هاني شاكر الحزينة، وبالتالي لم يكن يكترث إذا أعطى الشوفير فوق التسعيرة "كم ليرة زيادة" أي ما بين العشر ليرات إلى خمس وعشرون ليرة سورية، لأنه بعد سماعه هذه المآسي، سيقول بنفسه " حرام ... معتر ... خليني ساعدوا" وطبعاً هذا يعود لكون المواطن السوري حتى فترة قريبة ما زال يترك للعواطف والمشاعر حيزاً مهما في مراكز القرار لديه.

لكن ... وبعد نشوء الأزمة المالية أو قبلها بقليل، حدث انقلاب أطاح بالعواطف والمشاعر وأسقطت من مراكز القرار لدى المواطن السوري وبات عند صعوده سيارة يرد على السيمفونية المعزوفة من قبل شوفير التاكسي بعبارة (لا تشكيلي ببكيلك.. وإذا أنت شرطة المرور عاكشتك اليوم وسالختك مخالفة مدسمة أنا شركة الكهرباء سالختني فاتورة أدسم مع أني بتدفى على المازوت).

الأمر الذي دفع شوفير التاكسي لتغيير نوع الطقطوقة من النوع الحزين للنوع الصاخب الشبيه بموسيقى (الروك أو الميتال) طارباً أذان الراكب بموسيقى لا تخلو من (تلطيشات) مسبقة من أنه لن يتقيد بالعداد وسيأخذ زيادة عن المبلغ الظاهر، وهذه المرة دون مقدمات أو استجرار للعواطف لكونه يعلم تماماً بان معظم ركابه (عايفين حالون) وطبعاً هذه الموسيقى قد تكون نتيجتها الصمت من قبل الناس المسالمين وبالتالي الرضوخ للزيادة عن الأجرة الحقيقية... لكن عند غير المسالمين تكون نتيجتها المشاحنات والملاسنات الشفوية قد تصل في بعض الأحيان لاستخدام الأيدي واستدعاء أقرب شرطي مرور.

" عدنان أبو حجر" موظف في إحدى مدارس دمشق، يحتاج كل يوم إلى ساعة أو أكثر للوصل لمنزله في منطقة الدويلعة نظراً لزحمة السير التي تصادف خروجه من مدرسته في وقت ذروة الازدحام، اضطر في أحد الأيام ونتيجة لظرف قاهر إلى ركوب سيارة أجرة تقله من مكان عمله في جديدة عرطوز إلى الدويلعة ليفاجأ عند وصوله بزيادة وصلت إلى 150 ل. س فوق التسعيرة ليدخل في نقاش طويل تحول إلى ملاسنات كلامية ومنها إلى عراك بالأيدي نظراً لتأكد الشوفير لعدم وجود دورية قريبة منه.

" ريم.ع " اضطرتها زحمة وسائط النقل في منطقة البرامكة من أخذ سيارة أجرة إلى مكان إقامتها في جرمانا بعد اتفاق مع الشوفير على أن تكون أجرة الركوب إلى منطقتها 150 ل.س مهما كان رقم العداد لتفاجأ هي الأخرى بمطالبة لها بـ 50 ليرة زيادة عن المبلغ المتفق عليه نظراً للازدحام الشديد على الطريق ولكنها عندما رفضت تقديم المبلغ لكون الموضوع لا يخصها (استحمت على حد قولها) بسيل من الكلام البذيء، ما جعلها تبكي في مكانها لدقائق معدودة.

" منير" أو " طير الحمام" كما يسمي نفسه " ( شوفير تكسي عتيد) يجد أن اغلب سائقي سيارات الأجرة في دمشق بل وفي وسورية كلها يتعرضون لظلم كبير بدأ من قانون السير الجديد الذي جعلهم في قبضة رجال المرور الذين لا يرحمونهم بمخالفات لا معنى لها تتجاوز في معظم الأحيان الـ 2500 ل.س، ففي إحدى الأيام كان في منطقة المزة- فيلات، فكتب أحد رجال المرور بحقه مخالفة عدم وضع حزام الأمان رغم وضعه له، وعند وصوله بعد قليل إلى منطقة الشيخ سعد كاد يتعرض لمخالفة أخرى وبحجة أخرى، إلا أن مبلغ 250 ليرة سورية وقف حاجزاً منيعاً أمام هذه تحرير هذه المخالفة.

يكمل منير:" فما نقوم بدفعه جراء هذه المخالفات يذهب من دخلنا ودخل أسرنا ونحن في النهاية مواطنين لدينا أولاد ومصاريف وغلاء معيشة خنقنا وأنهك كاهلنا، الأمر الذي يدفعنا لفعل المستحيل لتأمين لقمة العيش"

المواطن أولاً وأخيراً شعار لطالما سمعناه وتغنى القائمون على إطرابنا به... لكن السؤال المطروح هنا ... هل سائق سيارة الأجرة ليس من المواطنين... وهل قانون السير الجديد كان منصفاً بحقه وحق أسرته، وهل المواطن أيضا مجبور على تحمل تبعات بعض القرارات، بدءاً من ارتفاع سعر الوقود وانخفاضه.
نشرت على موقع حكاية سورية: