23 مايو، 2009

أنثى من نوع آخر




منذ ولادتي كان أبي وأمي يتمنون أن أكون أنثى مميزة، لا أشبه أي احد في هذا الكون ولا أحد في المقابل يشبهني، لكن هذا التميز كان من خلال وجهة نظرهما فقط، نظرة كانت في كل تزيد من قبضة الحبل الملفوف حول رقبتي مانعة أنفاسي من حرية حركاتها ضاغطةً بها إلى أسفل أعماق ظلماتي.
في البداية كان الرفض لهذا التميز يعني الكثير من الصفات التي من الممكن أن توجه إلي أهمها الكفر والفجر، ولأنني لا أريد لصق هذه الصفات بي قررت الصمت والتزام التعليمات المفروضة علي والتي كانت تتزايد كل يوم بدأً من منعي إكمال دراستي الجامعية ووصولاً لزواجي من رجل لا يفهم في هذه الدنيا سوى سياسة البطش والوعيد....
هذه السياسة التي ذاق جسدي طعمها بصمت خوفاً من تكون هذه التهم من نصيبي إن قررت المقاومة أو قول كلمة (لا) له أو لأحد من عائلته...
لكن أنفاسي لم تعد تساعدني وجسدي لم يحتمل مزيداً من ممارسة دور المطيعة في هذه الأجواء الموبوءة بحقد لا ينتهي وتسلط أعمى لا يعرف غير كلمة أنا ولا احد غيري...
قررت أن اخرج هذه الأنفاس وللأبد ... وان أكون مميزة لكن بطريقتي وبأسلوبي وليس باسلوبهم وطريقتهم ...
خلعت عن رأسي لجام القهر المربوط بي منذ ولادتي، وركضت بكل ما استطعت لأعود من جديد لكتبي الجامعية ومقاعد جامعتي اكتب ما استطعت من كلمات تشعرني أنني أنثى ومن نوع أخر ..



أنثى تعرف كيف تكتب باسلوبها حياتها وكلمات أغنياتها



أنثى من نوع أخر




الكاتب: صديقة للمدونة