08 يونيو، 2009

يا رجال البلدية الأشاوس... "ارحموا من في الأرض"


مالك أبو خير


لم يكن ليعرف "أبو حسن" أن هذا اليوم هو يوم نحسه بامتياز، لكونهِ اليوم الأخير الذي سيرى عربته المتنقلة التي يعتاش منها هو وعائلته، فقد تفاجأ هو وزملائه المجاهدين من بائعي البسطات في منطقة البرامكة بهجوم كاسح نفذته قوة من الأشاوس تتبع لبلدية محافظة دمشق استطاعوا من خلالها مصادرة كل البسطات والعربات المتنقلة في تلك المنطقة ومن دون أي رحمة أو شفقة، حيث كانت سياسة العصا تنفذ بحق كل من قاوم أو حاول الفرار والهرب...

فالهجوم... وبحسب ما وصف لنا كان كاسحاً ومنظماً في نفس الوقت تم من خلاله قمع واخذ كل ما استطاعوا أخذه من عربات وبسطات مع ما تحتويه من بضاعة كـ ( الدخان والخضراوات والخبز) مع ضرب كل من قاومهم بـ " كفين ولبطة إذا لزم الأمر".

" أبو حسن " التجأ إلى "حكاية سورية" عقب هذا الحادث مباشرة، والذي اعتبره اعتداء يستحق الرد عليه وعدم السكوت عنه، حيث طلب نقل عدد من التساؤلات للمسؤولين والمعنيين عن اتخاذ القرار في هكذا مواضيع وقضايا...

أهم الأسئلة التي طلب طرحها عبر موقعنا... لماذا نحن من ندفع الثمن دوماً، وهل نحن نعتبر من المرتزقة وقاطعي الطرق كما نادونا "رجال البلدية الأشاوس" أم أننا مجرد فقراء يسعون وراء قوت يومهم، وهل نحن من نشوه وجهه العاصمة الحضاري فقط ... أم أن المزاجيات باتت هي الحاكم الأول والأخير بأمور حياتنا اليومية.

تساؤلات ... من المفروض أن نتوقف عندها ولو قليلاً، وتحديداً مع الارتفاع الملحوظ في نسبة العاطلين عن العمل لدينا والذي اتجه قسم منهم للعمل كبائعين جوالين في سبيل كسب الرزق، وبدلاً من مساندتهم ودعمهم بمشاريع بديلة لهم نظراً لكون فئة لا بأس منهم من حاملي الاجازات الجامعية نرسل " أشاوسنا الأبطال" لقمعهم وقطع أرزاقهم ودون رأفة بحالهم ... لنرمي بهم من جديد في ساحات البطالة فاسحين المجال أمام الانحراف والسلوك غير القويم يتسلل إليهم ومن ثم نلقي القبض عليهم بتهم أخرى.

وهنا لابد من نرمي بسؤال للمخططين الاقتصاديين لدينا، يتلخص عن ماهية خططهم ورؤيتهم المستقبلية لهكذا واقع بدأ يتفشى بين صفوف شبابنا وطالبي الرزق لدينا... حيث تراهم لا يعرفون " منين الكف بيجيهم ومن أي أيد " ودون أي دراية أو رأفة بحالهم... ليكون الجواب لدى الغالبية لديهم عند بحثهم عن فرص عمل بديلة لهم بالاتجاه نحو وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والتي تحول القائمون عليها إلى "سكان فضائيين من كوكب آخر لا يعرفون عن مصير مراجعهيم شيئاً".

لذا ولحين يعود من يجب أن يعودوا لرشدهم... ويسعوا بشكل حقيقي لتأمين فرص عمل حقيقية لأبناء هذا الوطن... نتمنى من "أبطالنا الأشاوس" أن يرحموا الناس من حملاتهم وأن يتذكروا أنهم مع كل بسطة يصادرونها يساهمون في قطع رزق عائلة بكاملها.
نشرت في موقع حكاية سورية: