03 يونيو، 2009

توجيهات وزير الإدارة المحلية ... هل تكمل طريقها للتنفيذ


مالك أبو خير


منذ توليه منصبه الوزاري سارع الوزير "تامر الحجة" بقمع المخالفات وملاحقة المسؤوليين عنها وإحالتهم للقضاء في حال إثبات إدانتهم أو تورطهم في التسبب بهذه المخالفات.
لتتوالى بعد هذا الطلب الأخبار عن إقالة عدد من رؤوساء البلديات وإحالة البعض منهم إلى التحقيق نتيجة ثبوتهم بتلقي رشاوى وعمولات مقابل الصمت عن تجاوزات ضمن نطاق مسؤولياتهم.
لكن هذه الملاحقات اقتصرت حتى الآن على القضايا التي تخص السكن غير المرخص فقط دونما السؤال عن أمور لا تقل أهمية عنها كشبكات الصرف الصحي والتي تعتبر من أساسيات البنية التحتية للبلد، والتي لم يقتصر وجودها على منطقة معينة وإنما امتد إلى معظم قرى والمدن السورية.
ففي بلدة تل ذهب في منطقة تلدو التابعة لمحافظة حمص وبسبب تلف المجاري والصرف الصحي يغرق الطريق الشمالي والجنوبي وصولاً إلى طريق حمص ـ مصياف على مسافة تقدر بـ 2 كيلومتر، حيث يعاني القاطنون والمارة من صعوبة عبور الطريق الذي تتشكل فيه البرك المائية من كل الأحجام مع ما يرافق ذلك من روائح كريهة تزكم الأنوف دون وجود أقنية للمصارف الأمر الذي يضطرهم إلى ممارسة رياضة الوثب العالي والطويل فوق هذه البرك لاجتيازها أما كبار السن من المارة فليس أمامهم سوى الخوض في هذه البرك مكرهين، مع العلم أن الطريق يضم عدداً من مدارس التعليم الأساسي والثانوي والتي يعاني التلاميذ فيها الأمرين للوصول الى مدارسهم بهندام أنيق وأحذية نظيفة والغريب أن بلدية تل ذهب رغم علمها بالمشكلة من خلال الشكاوى العديدة التي تصلها من سكان المنطقة تتجاهلها وكأن الأمر لا يندرج ضمن مهامها ولا يعنيها أو ربما تنتظر حصول معجزة تحل هذه المشكلة العصية. ‏
ومن جهة أخرى ذكرت مؤخراً وكالة الأنباء السورية خبراً عن وفاة شخصين غرقاً وإصابة ثالث بجروح خطيرة في قرية لحايا بالقرب من بلدة طيبة الإمام في محافظة حماة خلال قيامهم بري أراضيهم من مياه الصرف الصحي.
ووقع الحادث جراء محاولة المغدورين إغلاق خط الصرف الرئيسي بالسدادة التي انزلقت عن فوهة الخط نتيجة قوة دفع المياه ما أدى إلى شفط أحدهم مع السدادة إلى داخل مجرى الصرف مسافة 11 متراً واستقراره هناك مع إصابة الشخصين الآخرين بجروح بالغة نقلا على إثرها إلى مشفى حماة الوطني حيث توفي أحدهما متأثرا بإصابته الشديدة في حين أن الشخص الثالث لا يزال في قسم العناية المشددة بعد الأذى الكبير الذي تعرض له نتيجة استنشاقه غاز النشادر الناتج عن هذه المياه الملوثة .
وفي مدينة السويداء تعاني معظم القرى الجنوبية من سوء بإمدادت شبكات الصرف الصحي نتيجة لقدمها مع تجاهل واضح من المسؤولين في تلك المناطق عن الشكاوي التي قدمها إليهم المواطنون فضلا عن الأضرار الصحية التي تسببها سوء هذه الشبكات من نقل للأمراض معدية قد تكون في معظم الأحيان قاتلة.
وهنا لابد من السؤال عن وضع هذه الشكوى ... وهل تصل إلى آذان السيد الوزير والإدارة التابعة له، وفي حال وصولها يقودنا الأمر إلى سؤال آخر عن ماهية مصيرها إن كانت ستبقى ضمن الأدراج الحكومية أم ستأخذ طريقها للتنفيذ كما حدث مع المخالفات السكنية.
نشرت في موقع حكاية سورية على الرابط:
http://www.syriastory.com/news_day.php?id=93

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق