14 يونيو، 2009

حمير غزة ... و(فقدان الإنسانية)



مالك أبو خير




"جرحى غزة ينقلون على متن عربات كارّو تجرها الحمير أو البغال" هكذا انتشر الخبر ... على عناوين الصحف ... فلولاهم لمات العديد من المصابين من القذائف الإسرائيلية.


الحمير هي المسعف الوحيد للمصابين في غزة، فيما قرارات الحكام العرب ... لم تكن مسعفاً ومنقذا لحياة أبنائها، الحمير هم من وقف إلى جانبهم ... وخاطروا بحياتهم لنقل المصابين تحت وابل القذائف الإسرائيلية .


"الحمير" أو " المنقذون هنا" هم نفسهم من يحتقرهم الكثيرون من الحكام العرب ... ويستخدموهم كأداة تشبيه لمن عارض أمرهم الجليل ... أو خالفه.


فلو تساءلنا ما الفرق بين البشر والحمير ... لكان الجواب هو العقل و الإحساس..


صفتان تفرقهم عنا...


هاتان الصفتان ... هما اللتان تدفعان صاحبهما إلى التصرف بشكل بعيد عن قانون الغاب....


صفتان جعلت من الغابة مسكنهم ... ومن البشر احتقارهم ... جعلتهم خارج إطار الإنسانية....


تصرف إنساني "شهم" أتى من الحمير .... فارتفع مقامهم بعيوننا ... لجرأتهم ...


فيما الغير أغلق حدوده ... وأطلق النار على العابرين طلباً للجوء والغذاء... وإذا شبهته بالحمير تراه يرميك بوابل بصواريخ حارقة لروح العروبة بداخلك.
سؤال يطرح نفسه ... من الذي يستحق لقب "الحمير" ومن الفاقد للإنسانية.




نشرت على موقع تلفزيون الدنيا:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق