21 يونيو، 2009

بدلاً من خدمة المشاة..نفق البرامكة مخصص لصور نانسي وهيفا


مالك أبو خير

مشروع بلغت تكلفته الملايين من الليرات السورية، وذلك بهدف تأمين سلامة المواطن وعبوره بشكل آمن بين كلية الحقوق والجهة المقابلة لها والتي تشهد ازدحاماً شديداً للسيارات في أغلب أوقات اليوم لكونه عصب رئيسي للعاصمة دمشق.

نفق البرامكة ... وبعد الانتهاء من العمل به وبدلاً من وضعه في خدمة المواطن، ومن دون أن نقوم بالحديث عن معاناة المواطن التي تمثلت في قطع الطريق طوال ثلاثة أشهر في سبيل حفر هذا النفق وانجازه، تفاجئنا بوضعه تحت خدمة أناس آخرين يسرحون به عبثاً مشوهين معلماً حضارياً في أهم منطقة بدمشق.

معرض لبيع للصور:

النفق وبعد إغلاق بواباته بقرار من محافظة دمشق، تحول إلى مستودع لبيع صور الفنانين والمجلات الفنية، ليتحول أسفل الدرج كمستودعات لهؤلاء الباعة، وكأنه ملكهم الخاص، فإذا ما حاولت الاقتراب لتصوير ما يخزنوه في الأسفل سيهاجمونك بعبارات غير لائقة مع اتهامات منهم بأنك السبب في قطع أرزاقهم .

فضلاً أن هذه المستودعات لا تقتصر ملكيتها على بائعي الصور وحدهم، بل يشاركهم بها أصحاب البسطات الذين يأتون بعد العاشرة ليلاً والذي يقدر عددهم بأكثر من (20 بسطة) تمتد على طول الطريق المحاذية للنفق وحتى وكالة سانا.


حمامات عامة ... ومجانية:

بمجرد مرورك بجانب النفق، وتحديداً في الجهة المقابلة لكلية الحقوق تشتم رائحة كريهة منبعثة من أسفل الدرج والتي تحولت إلى مكان لقضاء الحاجات للعامة، بالرغم من وجود حمامات مأجورة وبأسعار زهيدة أسفل الجسر.

هذا بالإضافة لتحوله كمخبأ لعدد من الأطفال المشردين ومكان لمنامتهم، ودونما أي مسائلة من أحد، بحيث تجدهم في ساعات الصباح الأولى أسفل الدرج نائمين بأغطية من ألواح الكرتون التي يتركها أصحاب البسطات.


لحين انتهاء الصيانة:

مجلس المحافظة بدمشق وعند سؤالنا عن سبب الإهمال لهذا النفق أكد لنا أن الموضوع بيد قسم الصيانة لكون النفق الآن غير صالح لوضعه قيد الخدمة!.

رغم محاولاتنا الكثيرة للقاء أحد المسؤولين بهذا القسم، لم نحصل إلا على بعض المعلومات ومفادها أن قرار وضع النفق بالخدمة متوقف لحين انتهاء أعمال الصيانة وتصليح الأضرار التي يعانيها، مع العلم أن العديد من القاطنين بجانب النفق وأصحاب البسطات أنفسهم قد أكدوا لنا عدم قدوم أي من فرق الصيانة للنفق منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

ولحين انتهاء الصيانة ... لابد لمجلس المحافظة أن يتدخل لوقف الاستخدام غير المسؤول للنفق من قبل بعض أصحاب البسطات (المتنفذين)، ومنع تحول هذه الخدمة الحضارية إلى مكان يأوي كل من هب ودب.

نشرت على موقع حكاية سورية:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق