26 مايو، 2009

بلدية جرمانا تقيم بطولة قفز الحواجز لساكنيها







لمدة تجاوزت الخمس سنوات إن لم نقل أكثر استطاعت بلدية مدينة جرمانا وبجهد كبير تشكر عليه، المتابعة في إقامة بطولة قفز الحواجز لسكان هذه المدينة ضمن خطة منها تهدف الحفاظ على رشاقة وصلابة البنية الجسدية لمواطنيها، لكون البلدية على علم ويقين أكيد أن المواطن ونتيجة لظروف الحياة المختلفة والصعبة اضطرته للعمل لساعات طويلة الأمر الذي أنساه ممارسة الرياضة ومتابعة تنشيط دروته الدموية الراكدة ضمن عروقه اليابسة من كثرة المشاكل والهموم.
وطبعاً هذا البطولة لم يكن تنظيمها كباقي بطولاتنا الرياضية عفوياً أو غير منظم، بل كان ومازال يتمتع بقدر عالٍ من التنظيم والمتابعة وتحت إشراف عدد من رؤوساء البلديات الذين حرصوا على بقائها موجودة وبقوة ضمن طرقات المدينة وأزقتها وبشكل لا يخلوا من الجمالية وبث روح المغامرة في نفوس المارين أو القاطنين فيها.
البطولة من حيث المبدأ والتنفيذ لم يكن صعباً على عمال بلدية جرمانا، الذين اختيروا بعناية فائقة من قبل المسؤولين في البلدية، حيث أن معظمهم كانوا من الحائزين على أوسمة رياضية عالية المستوى في استخدام " الكومبرسات" التي تحتاج إلى عضلات مفتولة وأجساد قوية تستطيع التحكم بها لحفر الطرقات ذهاباً وإيابا، في حين أن المشاركة في هذه البطولة مفتوح للجميع، فما عليك سوى الذهاب إلى مدخل المدينة وتحديداً من جهة " معمل الزيت" وتبدأ بالقفز فوق الحفر المنتشرة بكثرة على الطريق العام وصولاً إلى ساحة السيوف في نهاية المدينة، دون نسيان الافخاخ المزروعة من قبلهم بهدف اختبار ذكاء المواطن وفطنته وقدرته على قراءة الحظ والطالع ومعرفة علم الغيب، وفي حال استطعت تجاوزها تنتقل إلى المرحلة الثانية والأصعب ألا وهي الطرقات الفرعية والتي عجز اغلب الزائرين باستثناء الساكنين لمدينة جرمانا من تجاوزها، لكونها اعتمدت على مبدأ الكثافة الكبيرة في عدد الحفر والحواجز الترابية مع ازدياد ملحوظ في طولها واتساعها رغبة بذلك من القائمين على هذه الرياضة على عدم جعل الفوز سهلاً للمشاركين وبالتالي رفع مستوى الحماس واختبار صبر المواطن ... عفواً المشارك في الوصول لهدف ألا وهو منزله.

صرف للملايين في سبيل الرياضة:



من المعروف طبعاً أن تكاليف هذه الحفر ليس بالمبلغ القليل، وإنما حسب الإحصائيات المتوقعة قد فاق عدداً محترماً من الملايين نظراً لكون هذه الحواجز الرياضية تقام على مدار الأسبوع تقريباً وبشكل منظم "كما قلنا" بحيث تتغير أماكنها من أسبوع إلى آخر لكي لا يتعود الرياضيون عليها وبالتالي تكون اللعبة روتينية من قبل المشاركين، فما يحفر في الأسبوع الأول يطمر ويحفر في مكان أخر وبسرعة كبيرة مع بطئ شديد في طمر ما حفر والسبب طبعاً زيادة الصعوبة في الوصل إلى هدف اللاعب ... عفواً مرة أخرى رفع روح المنافسة لديه.
وحفاظاً على المال العام من قبل البلدية، قررت " تضرب عصفورين بحجر واحد" بحيث أثناء زرع الحفر الخاصة بهذه الرياضة تمرر بعض أعمالها الخاصة بها ( كتمديد أسلاك الهاتف .. أو المياه) في سبيل عدم هدر الوقت والجهد، وتأمين كافة الخدمات التي يحتاجها المواطن وخصوصاً انه بعد بذله كل هذا الجهد لوصوله لهدفه يحتاج إلى "حمام ساخن" وبالتالي لتوفر في المياه، وهذا موضوع لا يستطيع أي احد من سكان مدينة جرمانا نكرانه من حيث الوفرة الكبيرة من المياه التي لا ينقطع ضخها إليهم ليلاً أو نهاراً إلى بيوتهم.

رالي للسيارات لكن بشروط جديدة:



حرصاً من القائمين على هذه الرياضة على توسيع قاعدة المشاركة، فتحت مجالا أخر للسيارات وتحديداً السائقين، وبطريقة لا تخلوا من الصعوبة الفائقة التي قد لا يستطيع تجاوزها إلا " الشوفير العتيد والمعتق بين الطرقات" بحيث وضعت مجموعة من الحفر في الطريق العام أو الفرعي، وتركتها دون وضع إنذار له بوجودها، وإن أرادت تخفيف مستوى الصعوبة عليه، وضعت حجراً كبيراً قبلها أو " كم بلوكة" وبالتالي عليه ومنذ دخوله مدينة جرمانا تجده يقود سيارته بغاية الحرص والانتباه على الطريق هرباً من الحفر المنتشرة أمامه والتي قد يحتوي بعضها على إنذار بوجودها أو قد لا يحتوي "كما ذكرت سابقاً" وخوف السائق طبعاً ليس من الحفر أو على سيارته فهذا كله ليس بالمهم في سبيل الفوز والوصول إلى ساحة السيوف في نهاية المدينة دون أن يكون قد وقع دولابه في احد منها.

أبطال الرياضة يتحدثون:



"فادي" احد الأبطال الحقيقيين لهذه الرياضة لكونه يستطيع كل يوم تجاوز ما لا يقل عن 15 عائقاً منتشراً من أمام منزله مباشرة وصولاً إلى الطريق العام، حيث يؤكد لنا انه رغم أصابته بعدد من الأمراض "الديسك أهمها" إلا انه استطاع قهر كل الحواجز والعوائق التي تتبدل أسبوعياً وشاركته في هذا النصر زوجته وطفليه، فهم يعتقدون أن لاشيء مستحيل في الحياة وتحديداً في مدينة جرمانا التي قهرت المستحيل هي الأخرى بحواجزها الاولمبية، بينما هالة وصديقاتها أكدوا أنهم باتوا على علم بكافة الفنون والتدريبات العسكرية التي يشاهدونها في التلفاز بدأً من السير ضمن رتل واحد خلف بعضهم، والقفز فوق الحواجز والسباحة في الوحل ضمن الحفر في أوقات الشتاء مؤكدين هم أيضاً عن فرحتهم العارمة من هذه الرياضة ولدرجة تمنوا لو أن الخدمة العسكرية تشملهم كما الشباب.

مفاجأة فجرها منظمون الحفل:



وعند لقائنا القائمون على هذه البطولة، أكدوا لنا أن واجبهم الأخلاقي يتوجب عليهم ألا يتحدثوا عن هذه البطولة وكأنهم السبب الوحيد بظهورها وإقامتها في هذه المدينة، وإنما قرروا الإفصاح عن المؤسس الحقيقي لها، مع تأكيد على عدم تشجيعهم للرياضة ورفض هذه المسابقة بالكامل، لكن وبناء على تصريح من رئيس البلدية نفسه فإن شركتي "الهاتف والكهرباء" هم السبب الأساسي لنشوئها لكونهم دائمي الحفر وفي مختلف الاتجاهات ضمن المدينة ومن دون أي تنسيق بينهما، وقد استطاعوا بجد كبير يحسدون عليه إقامة هذه المسابقة والمحافظة على استمراريتها كل هذه السنوات، مؤكداً انه دائم الشكوى إليهم بوقفها وإعطاء المواطنين فترة استراحة لكن دون جدوى، بل انه دائم السعي هو وطاقم العاملين في البلدية إلى ردم هذه الحواجز وخصوصاً تلك التي تحتاج إلى قفز بمستويات عالية لبلوغها ... لكن شركتي الهاتف والكهرباء ما زالوا عبر عدم تنسيقهم في الحفر والردم مستمرين في هذه البطولة ولا يعرف إلى متى.

كلمة المحرر الرياضي:



ليس من الغريب بعد قراءة هذا التحقيق الرياضي رؤية حجم البطولات التي يحققوها الرياضيين السوريين في الساحات العربية والعالمية، ولا شك في أن الرياضة السورية سنتوقع لها الوصول إلى أعلى المراتب نظراً لكون اغلب اللاعبين تربوا وترعرعوا ضمن هذه المسابقات التي أكد لنا اغلب الخبراء والمحللين أنها ستستمر طويلاً.


موقع حكاية سورية : http://www.syriastory.com/news_local.php?id=68

مالك أبو خير 25/05/2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق