22 أبريل، 2009

موسيقى من بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين


في غاليري مصطفى علي


لوحات موسيقية... من مختلف المقامات الشرقية تناغمت ضمن سهرة أقيمت في غاليري مصطفى على بدمشق بحضور مجموعة من الطلاب السويسريين الذين أتوا إلى سورية من أجل التعرف عليها عبر رحلة شملت العديد من النشاطات التي تمتد لأسبوعين يتجولون بها على مختلف الفعاليات الروحية والاجتماعية والثقافية."مونيكا" رئيسة المجموعة وصاحبة الفكرة في الإعداد للرحلة وجدت أنها وعبر تنظيم هذه الرحلة استطاعت التعريف عن ثقافة جديدة بالنسبة إليهم، وخصوصاً فسورية تحتوي الكثير من الفعاليات والأماكن التي تستحق زيارتها. حيث تقول: " كنت دائمة المتابعة لسوريا عبر وسائل الإعلام التي لم تنقل لنا سوى القليل عنها، لكنني استطعت عبر العديد من المراجع من التفاجئ بوجود فعاليات وثقافات فاجأتني ولا أنكر أنها أذهلتني... وخصوصاً بعد إقامتي بها لفترة جيدة كانت كافية لتعلم اللغة العربية والتعرف عنها عن قرب، الأمر الذي دفعني لتنظيم رحلة شملت العديد من الطلاب ومن مختلف الاختصاصات الجامعية للقدوم إلى سوريا وزيارة العديد من الأماكن الدينية والأثرية والقافية، كان مرسم مصطفى علي أولها، حيث نلتقي اليوم مع العديد من العازفين الشباب الذين سيقدمون مجموعة من اللوحات الموسيقية ومن مختلف الألوان كالتركية والكردية والعربية مع التركيز أيضا على أغاني التراث الخاصة ببعض المحافظات السورية ( كالدمشقية والحلبية) فضلا إلى أننا أقمنا جلسة حوار مع هؤلاء العازفين تحدثوا لنا عن تاريخ هذه الموسيقا ونشأتها وتطورها".
-كيف وجدت التفاعل مع هذا النوع من الموسيقا لديهم؟
هذا النوع من الموسيقا يعتبر جديد بالنسبة لهؤلاء الطلاب الذين لم يعرفوا عن سورية سوى القليل، ولا أنكر وجود إعجاب واهتمام كبير من قبلهم، والدليل على ذلك أن جلسة الحوار مع العازفين امتدت فترة طويلة من الأسئلة والنقاشات معهم من قبلهم وقد ابدوا إعجابهم العميق بما سمعوه ومن لوحات موسيقية مختلفة.
-ما هي مجموعة النشاطات الأخرى التي تنوي المجموعة زيارتها في سورية؟
البرنامج لدينا مليء بالفعاليات التي ننوي زيارتها، هذه السهرة الموسيقية أولها ومن ثم سنتوجه لجامع النور بدمشق حيث سنلتقي مع مجموعة من الطلبة الدارسين في هذا المجمع الإسلامي وسنعقد معهم جلسة حوار عن الدين والثقافة الإسلامية ومدى تفاعلها مع غيرها من الأديان والقافات الأخرى، وهذا يعود على طلب جميع الطلاب الذين أتوا معي، لكونهم راغبين بالتعرف عن قرب عن هذه الثقافة التي سمعوا الكثير من الأقاويل عنها، ومن ثم سنتوجه إلى زيارة العديد من المعالم التاريخية والأثرية الموجودة الأخرى والتفاعل أيضا مع القائمين عليها.
النحات "مهيار علي" احد الشباب المنظمين لهذه الأمسية، يرى أن هذه الأمسية هي نتيجة طبيعية للتفاعل الحاصل مع الطلاب القادمين إلى سوريا حيث يقول:" فـ مونيكا في البداية كانت احد الطلاب الذين أتوا إلى سوريا بهدف دراسة اللغة العربية، ومن خلال النشاطات التي قمنا بها سوياً وتفاعلها الكبير مع الموجود لدينا دفعها إلى تنظيم هذه الرحلة لتعريف زملائها بما شاهدته ورأته عبر إقامتها في سوريا، ونحن بدورنا في هذه الأمسية استطعنا تقديم جزء جيد عن تاريخ الثقافات الموسيقية في المنطقة بطريقة تفاعل معها جميع الطلاب الذين ابدوا إعجابهم بهكذا نوع لم يألفوه من قبل".
الفنان "صلاح حمو" مدير فرقة السمور للموسيقا للغناء في بلاد الشام والرافدين تحدث عن تجربته في هذه الأمسية والتي لاحظ خلال وجود نهم كبير من قبل الطلاب لمعرفة تاريخ ونشأت الموسيقا العربية والشرقية، حيث أن أسئلتهم وملاحظاتهم لم تتوقف من بداية جلسة التعارف معهم، فضلاً الى طلبهم لمراجع ووثائق بغرض إجراء دراسات عنها بهدف التعريف بها ضمن بلادهم عند عودتهم.
وهذا تفاعل متوقع برأيي يقول صلاح:" فاللوحات التي قمنا بعزفها وشرح نشأتها لهم كان لها الصدى الكبير على المستوى العربي والعالمي، لكن الذي شجعنا تمديد فترة الحوار والنقاش معهم هو تفاعلهم ورغبتهم في الإطلاع على ما يعتبر جديد ومتميز بالنسبة إليهم".
زيارة بهدف الدراسة كانت سبباً في تنظيم رحلة هي الأولى لهذه المجموعة الطلابية إلى سوريا، وسيكون لها تكرار من قبل مجموعات أخرى ستشرف مونيكا على تنظيمها إلى سوريا بعد التفاعل الكبير الذي وجدته من قبلهم، والذي قد ينتج عن نشوء فكر جديد وأخر مختلف عما هو متعارف لديهم عن هكذا حضارة تستحق عناء السفر لأجلها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق