10 مارس، 2011

في عيدك يا فتاتي ... اقدم اعتذاري





من كل قلبي أقدم اعتذاري وأسفي على وقوفي عاجزاً أمامك كطائر يشاهد صغاره أسيرة دونما قدرة على تحريرها ومد يد العون لها ... من كل قلبي اعتذر لأنني لم استطع لأن امنح أولادك جنسية سوريةً لكون العشق من أجنبي لم يدخل إلى قائمة المسموحات لدينا ... من كل قلبي اعتذر فهذا عشق مازال ممنوعاً...

فتاتي ... بقدر ما أحببتك بقدر ما كنت عاجزاً طوال سنين عملي أن امنع قتلك ذبحاً أو شنقاً أو رمياً بالرصاص أو طعناً لكونك عشقت رجلاً لم يرق عائلتك أو كانت ورثة العائلة سبباً في ذلك... من أعماقي ابكي عندما أراك ترقصين إمتاعاً لرجال باعوا رجولتهم خارجاً قبل الدخول مرقصك لمشاهدة من كانوا سبباً في ضياع مستقبله وكرامته ... وبراءته...

فتاتي ... اعذريني عندما أقول لك أنني مازلت عاجزاً وأنني مازلت أقف صامتاً دونما حراك بسبب القدر... لكونه دوماً الشيء الوحيد الذي نستطيع أن نعلق عليه أخطائنا أو نجده مخرجاً لفشلنا وانهزامنا ... ليس السبب فيما أنت فيه لكوننا مازلنا نسير على طريق اسود لا نعرف نهايته بعد أو أننا مازلنا لم نتعرف بعد ما معنى حياة حرة حقيقية ...
اعتذر بأننا حتى يومنا هذا يعتبر سعيك نحو العلم والمعرفة سبباً لقتلك في بعض المناطق ... واعتذر أن المجتمع مازال ينظر إليك بأنك قاصر لا بد من السيطرة عليه وأسره ضمن جدران ضيقة جداً.

فتاتي ... كم تمنيت أن أصفق لك وأنت تقدمين فناً راقياً يخلده التاريخ ... لا أن أراك عارية تستعرضين جسدك على أنغام سقطت منذ خروجها من أوتارها ... وكم تمنيت تحصلين على عمل دون أن يكون جسدك وسيلة للحصول عليه ...
فتاتي ... مجدداً ... أعود واعتذر عن هجرتي في سبيل تأمين مستقبلي .... وانتظارك الطويل لي لحين عودتي التي لم يأتي دورها بعد ... فهناك الكثيرون قبلي من ينتظرون ... وما عليك سوى الانتظار مثلي ومثلهم ...

فتاتي ... لا تعتبي عن كل من رجموك حينما ارتكبت خطأً ما... متناسين أخطائهم ... أو أنهم شاركوا في خطأك بشكل أو بأخر ومن ثم اجتمعوا عليك ورجموك وضربوك وقتلوك ... ولا تحزني عندما تشنقين في الساحة علناً والكاميرات تصورك والناس يرقصون فرحاً لقتل الكافرة التي رفضت أن تتبع شيخاً معتوهاً أو عالماً دينياً أعلن أنه يراسل الله بطرقته الخاصة....

اعتذر ... واعتذر ... فالعاجز ليس أمامه سوى أن يعتذر ويختبئ خلف عجزه وارتباكه وضعفه ... بكل أسف لا أستطيع في عيدك يا فتاتي أن أقدم الورود ... لا أستطيع أن أقدم لك سوى .... اعتذاري ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق